موضي الزهراني
كان يوم السبت الماضي يوم القرارات الملكية التي لم تكن كمثل القرارات السابقة لارتباطها برؤية السعودية 2030م، والتي تضمنت تغيير وزراء ودمج وزارات، فكانت العمل والتنمية الاجتماعية من أهم نتاج هذه القرارات التي ستظهر نتاجها بلا شك بعد اعتماد الهيكلة الجديدة لهذه الوزارة الهامة على المستوى الاجتماعي والتنموي. ومع تغيير القبعة الوزارية لهاتين الوزارتين لم يكن الوقع عادياً على منسوبيها بعد توديع وزير واستقبال وزير، لأن لكل منهما شخصيته الاجتماعية المقبولة والقريبة من فرق العمل. فكانت رسالة الوداع الأبوية للوزير ماجد القصبي لمنسوبي وزارته سابقاً والتي تحمل عبارات الشكر والثناء على جهودهم المبذولة في فترته والتي لم تتجاوز «15» شهراً فقط! لكنها كانت فترة إنجاز نوعي في مدة زمنية قياسية! فكانت أهم العبارات المؤثِّرة التي تضمنتها رسالته هي «ولم يكن لتلك الإنجازات أن تتحقق لولا همتكم العالية وجهودكم المخلصة وتفانيكم في البذل والعطاء»، موجهاً في الختام بتسليم الأمانة لجندي آخر من جنود الوطن الأوفياء. وفي المقابل كانت الكلمة الترحيبية لعهد وزاري تنموي مميز بإذن الله للوزير «د. مفرج الحقباني» والتي كانت بلسماً شافياً لمنسوبي وزارة التنمية الاجتماعية، ودافعاً قوياً لهم للإنجاز بما يحقق الارتقاء بمستوى خدمات الوزارة، فكانت عباراته الأبوية والمُحفزة للعطاء والتي ختمها بعبارات هامة جداً بقوله: (أعاهدكم بأن أعمل كل ما أستطيع لخدمتكم ومساندتكم وأتطلع إلى همة عالية, تبني على ما فات وترتقي إلى أعلى درجات الإنتاجية والإتقان.. بارك الله فيكم وفي جهودكم ووفقكم لكل خير وسدد أعمالكم)، هاتين الكلمتان ما بين وزيرين تحملان في طياتهما العديد من الرسائل الإنسانية والوطنية والإدارية والتي ستكون مُحفزة بلا شك لمنسوبي الوزارتين عامة، وستكون مُطمئنة لمنسوبي وزارة التنمية الاجتماعية خاصة، وستحقق لهم مساحات كبيرة من الإحساس بالأمان الوظيفي وخاصة عندما يكون أعلى الهرم الإداري قريباً من التسلسل الهرمي للوزارة، وهذا هو المأمول من كل وزير يثق فيه ملك هذه البلاد ويكلّفه بأمانة المسؤولية لقيادة دفة وزارات الوطن! حيث إن نجاح كل وزارة لن يتوقف على خروج وزير أو دخول وزير جديد فقط، بل سيكون مرتبطاً بإخلاص البطانة الصالحة التي تحيط بقمة الهرم الوزارية، ومرتبطة أيضاً بإعطاء كل ذي حق حقه سواء بالنسبة للعاملين أو المستفدين من خدمات هذه الوزارة، ولن يتأتى ذلك بسهولة إلا من خلال إيجاد الآلية الإلكترونية الدقيقة لقياس مدى الرضا الوظيفي عن الوضع الحالي للعمل، والتي تكون بشكل دوري يتابعها كل قائد وزاري عن قرب، وذلك من أجل الحفاظ على الحقوق، وحماية حقوقه الوزارية.
«شكراً د. ماجد القصبي على ما قدمت لنا خلال فترتك السابقة، ووفَّق الله وزيرنا الجديد د. مفرج الحقباني في مهامه التنموية الجديدة».