فاطمة العتيبي
استقرت (نهارات أخرى) على عرشها في الصفحة 14. وبلغت ألقها، لتطل بنورها على الكون، تهب الحياة المزيد من الفأل والتجاذب والحراك باتجاه السلام الداخلي في القلوب والتوقد في العقول..
جعلت الأمواج تأخذها معها لكني كنت أثق أن الصدفات تأتي للشواطئ الهادئة، يقذفها اليم حين يشاء الرحمن.
كنت أتأمل عن بعد،
أرقب دون تدخل
أكترث
لكنني لم أشأ أن أقاوم التغيير
أريده أن يكون
أن يتم
فالتجديد يهب المكان روحا جديدة
سعدت بتطوير «الجزيرة» وهنأت أبا بشار وفريقه المبدع،
وجدت التطوير جميلا في الإخراج، ثريا في المادة، متنوعا مبهرا، كنت أقرأ الصحف في تويتر، لكني صرت أقرأ الجزيرة ورقيا لجمالها ولتنوعها..
ولذا ظللت أرقب نهاراتي وقد كانت في الصفحة 7 ثم مع التطوير في 12 أدرك أن (العمل كبير وضخم) فتضاعف عدد صفحات الجريدة وتعدد مجالاتها وتحديث طباعتها لابد أن يتسم الجميع بالهدوء وأن يتقبلوا التغيير والخسائر مهما تكن لأن التطوير والتغيير يستحق التضحيات.. هذا في كل شؤون الحياة..
حين تنتقل لبيت جديد أنت تخسر ذكرياتك.. تخسر حتى عذوبة الاعتياد على الأشياء..لكنك في المقابل تربح بيتاً حديثاً ومدهشاً!
لزمت الصمت والتأمل لنهارات أخرى التي أصبحت قمر 14 ولا أتمنى أن يكتمل بدرها فتكون 15 يكفيني أن تظل دائما 14 ففي كل الثقافات يرمز هذا الرقم للجمال والسلام.
أما 15 فيعني اكتمال القمر، وهذا له مدلولات فلسفية مبنية على خرافة أن اكتمال القمر يترك تأثيراً سالبا على سلوك البشر ومشاعرهم، وعلى الرغم من أن العلم لم يتمكن من إثبات فرضية وجود علاقة بينهما في كل التجارب التي أجراها لمراقبة واختبار هذا التأثير إلا أن هذا لم يمنع تسرب هذه الخرافة إلى الإعلام السياسي؛ حيث بث خبر مفاده أن القمر أثر على سلوك الناخبين في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2000
وبعيداً عن عالم الخرافات الساخر، أعاذنا الله منها ومن أهلها، فأنا سعيدة بأن نهارات أخرى استقرت في الصفحة 14. جعله الله منزلا مباركاً طيباً.