د.عبدالعزيز العمر
أكاد أجزم أننا لو نزعنا التعليم من رؤيتنا الوطنية2030 لأصبحت رؤية وطنية بلا معنى وفارغة من أي مضمون. فشواهد العصر تؤكد أن التعليم شكل دائماً العصب الرئيس للرؤى الوطنية لكل الدول التي حققت قفزات تنموية هائلة مثل كوريا وسنغافوره واليابان.. يؤكد ذلك الرئيس الكوري الجنوبي الذي قال في أحد خطاباته إننا ندين بالفضل للتعليم وللمعلمين تحديداً فيما حققته كوريا من تقدم وازدهار؛ وبالمثل يؤكد الرئيس الأمريكي أوباما أن التعليم يحدد مستقبل الولايات المتحدة.. لذا أطلق أوباما على المعلمين مسمى بناة الأمة (Nation Builders).
وعندما نقول إن التعليم يجب أن يكون هو المحور الرئيس لأيّ رؤية وطنية مستقبلية فيجب أن نقول في المقابل إنه ليس أي تعليم يمكن أن يحقق ذلك.. بعض أنماط التعليم هي مجرد عبء و(كل) على أهلها، تلتهم مقددراتهم دون أن تحقق أيّ عائد تنموي. وهنا لابد أن نعترف بالقول أن تعليمنا بصورته الحالية غير مؤهل لأن يحقق رؤيتنا الوطنية 2030، هذا يعني أن الرؤية 2030 يجب أن تستهدف أولاً إحداث انقلاب نوعي في تعليمنا، ومن صور هذا الانقلاب التعليمي: تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني ودور كل المؤسسات الحكومية في تطوير ونشر التعليم، جعل التعليم متاحاً للجميع في كل الأعمار وفي كل الأوقات، وعدم قصره على الفترة الرسمية الحالية، نقل مسؤولية تعلم الطالب إليه بدلاً من أن يتحملها المعلم بمفرده، التأكيد على تعليم العلوم والرياضيات باعتبارهما مفاتيح علوم العصر، إدخال تدريس مواد مهمة مثل الفلسفة والمنطق، أن تستهدف الاختبارات قياس التفكير بدلاً من قياس القدرة على استرجاع المعلومات، تفعيل المساءلة والمحاسبة وفق معايير مهنية معلنة.