محمد المنيف
سؤال طرحه البعض بعد تكريم أحد رواد الفن التشكيلي السعودي في حفل الملتقى الثاني للجمعية السعودية للفنون التشكيلية، (لماذا تكرم جمعية التشكيليين هؤلاء؟)، وسعيًا لئلا يفهم من السؤال بشكل من أشكال الهمز واللمز أو التشكيك وإثارة الزوابع ما قد يسبب تعكيرًا للنشوة الكبيرة للنجاح الذي حققته الجمعية خلال السنتين الأخيرتين وفي حفل الملتقى الثاني على وجه الخصوص بجهود منسوبيها الذين تجاوزوا الألف وخمسمائة عضو من الجنسين، تتوالى بهم نجاحات مسيرة الجمعية بفعالياتها المستدامة.
وإجابة على هذا السؤال الذي لم يكن جديدًا، حيث طرح في الملتقى الأول بعد تكريم الفنان سمير الدهام في محطة معرض الملتقى في الرياض، والأستاذ الدكتور أحمد الغامدي في محطة جدة وتكريم الفنان عبدالله شلتي في أبها. ليأتي التكريم من جديد في الملتقى الثاني للفنان الأستاذ الدكتور محمد الرصيص مع ما يعد له من تكريم لآخرين في محطات المعرض المقبلة في المدينة المنورة وفي مكة المكرمة، نقول لهؤلاء المشككين أن من كرمتهم الجمعية وتسعى إلى تكريم أمثالهم لا يأتي بالعاطفة أو العلاقات الشخصية التي تعود عليها البعض عند تكريمهم لأي فنان، وإنما تبنى على دقة اختيار بدءًا بتاريخهم ومسيرتهم وخدمتهم للفن التشكيلي إضافة إلى ما يقدمونه للجمعية من خدمات قد لا يراها أو يسمعها من يحب الجمعية ويحرص على متابعة جديدها، كون ذلك التواصل يتم بين الجمعية والمخلصين خصوصًا الكبار (سنًا وحضورًا وريادة) من خلال اللقاءات المباشرة مع القريبين من مقر الجمعية عبر زياراتهم المتكررة أو الاتصال الهاتفي لمن هم خارج الرياض، يعرضون خلالها خدماتهم ويؤيدون ويثمنون نشاط الجمعية، فحق للجمعية الاحتفاء بهم وحفظ حق تاريخهم مع أن التكريم لا يتوقف عند هذا الحد بل يمتد إلى ما يعد لهم من قاعدة بيانات ومتابعة أنشطتهم وتوثيق أعمالهم لتمكين الدارسين والباحثين محليًا وخليجيًّا وعربيًا بالمعلومات عنهم.
هؤلاء المكرمون وغيرهم ممن سيأتي دورهم ومن مختلف الأجيال يشكل أقل ما يمكن أن تقدمه الجمعية من التكريم لمن يقف معها ويدعم ويشارك بالرأي أو يشيد بجهود شباب وهبوا وقتهم على حساب أعمالهم الوظيفية أو حقوق أسرهم متطوعين يحدوهم حب إبداعهم وخدمته، لا أن تتوقف علاقتهم بدفع رسوم دون معرفة ما يجب أن يلتزم به العضو من واجبات تجاه جمعيته، وإذا كانت الجمعية قد حظيت بأعداد كبيرة من الشباب من الجنسين تعتز بهم وتسعد بمشاركاتهم وتفاعلهم إلا أنها تعتب على (بعض) من الكبار الذين يعول عليهم الكثير لخدمة الجمعية لكنها تجد منهم الجفاء وتلقط الهفوات.