فاطمة العتيبي
اتفق 83 في المائة من الذين تجاوبوا مع استطلاع نشرته على تويتر حول أيهما يصور الآخر، الواقع أم تويتر، مقابل 17 في المائة يَرَوْن أن الواقع هو من يصور تويتر.
الملاحظ حسب الأرقام العالمية أن السعوديين يحتلون المرتبة الأولى في استخدام تويتر، ويظهر تأثيره قويًا في صناعة القرار السعودي، حيث تستجيب الحكومة متمثلة في أجهزتها الخدمية مع شكاوى المواطنين وملاحظاتهم خاصة تلك التي تتطلب تدخلاً عاجلاً، كإنقاذ مدرسة آيلة للسقوط أو نقل مريض أو رفع الظلم عن معوق أو الانتصاف لمعنف.
لكن الأمر لم يتوقف عند حد التدخل الإنساني السريع، بل زاد تأثير تويتر وأصبح يعكس مستوى الشفافية في المملكة وتفهم الدولة لاعتبارات مهمة وهي أن أغلب سكان السعودية 67 في المائة يقعون بين 30 وأقل مما يعني اهتمامًا بمشكلاتهم ومطالبهم من خلال قناتهم التي يشاركون فيها على حد سواء وهي تويتر.
الدولة أيضًا وليست الحكومة فقط استجابت لتويتر وهذا يعني أن الدولة على مرمى البصر من الناس وهمومهم وأنها تراقب وتتدخل في الوقت المناسب وآخر هذه الاستجابات هي تكليف فريق للتحقق من ملابسات التعاقد بعد التقاعد المبكر ومدى تأثير هذه الظاهرة على مستوى الهدر المالي وضعف الأداء وانتشار الفساد وغمط حق الصف الثاني من القيادات الذي يبقى أسيرًا لمنطقة الظل، نظرًا لغياب المعايير وانتشار المحسوبية.
تويتر في رأيي هو من يحرك الواقع لا العكس والدليل إنك ترى تغريدة في نشرات الأخبار وواجهات الصحف وتؤدي لتحرك صناع القرار.
لكن الجمهور لا يزال هو الأكثر تمكنًا في استخدامه، بينما تضعف مشاركة الأجهزة الحكومية لأنها لاتزال تعد أن إعلام الأجهزة الخدمية مسخر لأخبار الوزير ومن يرافقه، ذهب، جاء، قام، جلس، افتتح، أغلق... بينما الإعلام في الوزارات والهيئات يلزم أن يكون ناقلاً للمعلومات التي يلزم أن يتعرف عليها أصحاب المصالح من المواطنين والمقيمين، نشر معايير، شروط، ضوابط، مواعيد تقدم، مواعيد تأخير، احصائيات، مؤشرات، ترتيب وتصنيف. كلفة المشروعات، نسبة ما يتحقق من أهداف ومقارنتها مع نسبة المتحقق في العام السابق. وتحليل الأسباب من جهة المستفيدين والمسؤولين.
المسؤول لا بد أن يواجه الجماهير لا أن يكتفي بالظهور ببشت في منصة مؤتمر!
المعلومات والتقنية والمال والعقود الضخمة مع شركات العلاقات والإعلام هي ثروة لا بد أن تدار باحترافية لتحقيق التنمية التي ستأتي معها مشاعر الرضا والانتماء والمواطنة وتتعزز قيم المنظمات وأعرافها وسلوكيات المنتسبين لها.