محمد المنيف
تلقيت رسالة كما تلقاها غيري من الفنانين التشكيليين عبر وسائل التواصل، مرسلها مجهول الهوية إلا من ايميل أو اسم لمجموعة، لا يحق له بها تمثيل الفن السعودي والفنانين. وتضمنت الرسالة اعتزام ذلك المجهول جمع أكبر أسماء من التشكيليين والتشكيليات لتقديم (معروض) رسالة (لمقام الديوان الملكي)، لا أعلم هل هي شكوى على وزارة الثقافة أم جهل بالمهام الكبيرة (للديوان)، نتيجة ما تضمنته الرسالة من مطالب تختص بالفن التشكيلي، ومنها (مشاركة الفنانين التشكيليين في مجلس الشورى)، وكأن هذا الفن كيان مستقل عن الثقافة، وله من الأهمية ما يوازي مشاكل الوطن ومعيشة المواطن وأنظمة الدولة؛ ليمنح هذا المجهول كرسيًّا في المجلس (طموح شخصي يتجاوز الواقع)، و(تكوين فريق عمل متخصص لإعادة هيكلة الفن التشكيلي بالمملكة)، وكأنه يشير إلى تقصير جهة بعينها، في الوقت الذي يقوم فيه معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي على دراسات عالية المستوى، لا تخلو من آراء مختصين وخبراء تشكيليين من الفنانين والفنانات المخضرمين الذين أسهموا في تأسيس هذا الفن، وأصبحت أسماؤهم مكان ثقة المسؤولين، وتعتد وزارة الثقافة والإعلام بآرائهم، ولديها تعاون مستمر معهم تقديرًا لتاريخهم والاستفادة من مكانتهم وشهرتهم وخبراتهم الفنية والإدارية. وكان لي شرف معرفة هذا التوجه من خلال اتصال تلقيته من معاليه معقبًا على زاوية سابقة حول بعض إشكاليات الفن التشكيلي. وكشف لي خلال الاتصال ما تعد له الوزارة من جهود لخدمة هذا الفن بما يوازي التحول الجديد في رؤية (2030) بدراسة تليق بفن يزيد عمره على الخمسين عامًا.
تلك الرسالة من ذلك المجهول دفعتني وغيري من الفنانين الرواد المؤسسين للفن التشكيلي للتواصل والتساؤل حول هذا التصرف، وكيف نصب هذا الشخص أو المجموعة أنفسهم ممثلين للفن التشكيلي أمام الديوان؟ ولماذا لم يتقدم صاحب الفكرة إلى وزارة الثقافة والإعلام (وكالة الشؤون الثقافية) المعنية بدراسة المقترحات ودعمها في حال إيجابيتها، إلا إذا كان معترضًا على إنشاء هذه المؤسسة، أو غير مقتنع بالأدوار التي تقوم بها للفن التشكيلي. كل ذلك يدل على أنه قليل الخبرة بالجهة التي يجب أن يتقدم لها بمقترحاته ومطالبته بأمور تخص الفن التشكيلي المعترف بها والمقرة رسميًا كجمعية التشكيليين وجمعية الثقافة والفنون الممثلتين للفن التشكيلي أمام وزارة الثقافة. أما الأهم فهو في جمعه أسماء لا تمثل هذا الفن رسميًّا، واستغلال من يندفع معه ليحقق بهم أهدافًا غير واضحة المعالم.
هذا التصرف يؤكد وجود شللية، تسعى إلى تشتيت أذهان التشكيليين بالمهاترات وإثارة الزوابع.. فشلوا في تحركاتهم السابقة؛ فبحثوا عن سبل أخرى.