علي الخزيم
هي من أجمل الواحات الوارفة، والحدائق الغناء، تضوع منها نفائس العطور وأزكى الرياحين، من حكيم القول ورصين الأمثال، وتشدو بها بلابل الشعر وكل شاد مغرد شجيها وخليها، بما صفى من لغة العرب ومن نفائس دارج اللهجات، شعر ونثر ينتقى من أزكى نثار العقلاء وصفوة الحكماء من بني قومي وأشقاء وأصدقاء لهم نصيب من التقدير كما لنا في جزيرة الثقافة، جزيرة التجديد، صحيفة كل القلوب والعقول النيرة، لا تنحاز لفئة ولا تناصب أخرى، ديدنها الارتقاء الواعي والإبداع الخلاق، والتنوع المشوق، والتبويب المتجدد، فلا سأم ولا ملل مع صحيفة الجزيرة، ملتقى النابهين، ومبتغى المثقفين، واختيار أكثرية القارئين، فيها كل الورود والزهور والرياحين، فيها السلسبيل الرقراق، والجداول والجعافر الجارية بنوادر الحديث وطريف القول وسائغ الشعر وصميم الحكمة، في كل شأن تجد فيها منه يانع الثمار ورائق الطرح وكريم التناول، كل من طرق صفحاتها يجد مبتغاه دون تبذل أو إسفاف، كريمة العطاء زاخرة المد والبذل، فاخرة الاختيار لما تقدمه للأخيار من قراء ومتابعين، هي جزيرة التفوق بما تحققه من خطوات وقفزات متتابعة مذ عرفتها في صغري إلى الآن، بتلون إيجابي سخي العطاء لإرضاء نهم القارئ وإشباع حسه الراقي المتذوق للطرح الصحفي الإعلامي العصري المتألق تطويرًا وتحديثًا. شهادتي لـ(صحيفة الجزيرة) جاءت كثمرة لمتابعة محب لها لارتباطي بها منذ طفولتي؛ إذ كنت دؤوبًا على قراءتها، وكانت كريمة معي بنشر محاولات نثرية ولقاءات صحفية منذ سنوات الدراسة المتوسطة، ربما لم تكن مكتملة المعايير المؤهلة للنشر غير أن للجزيرة نهجًا مختلفًا لتشجيع من يحاول المضي في هذا الطريق، والأخذ بيده توجيهًا وتنويرًا إلى أن يحسن المشي بمفرده؛ فلهم كل الشكر والامتنان، لأوائلهم وأساتذتنا القائمين الآن على هذا الصرح الإعلامي العريق.
من يتصفح الجزيرة أو يدلف إلى موقعها الإلكتروني يجول في أفيائها وحدائقها، ينهل من معينها، ويتمتع من شميم عرارها، ثم يغادر وقد لا يعلم أن وراء كل هذا السخاء والعطاء الإعلامي صفوفًا من القيادات النابهة والإداريين المخلصين والكوادر الصحفية المؤهلة من الجنسين والفنيين المبدعين، وطواقم عاملة، كل في مجاله وشأنه، خلايا لا تهدأ على مدار الساعة من أجل إرضاء محبي الجزيرة من متذوقي الإبداع المتجدد. هذا التحديث والتطوير قد لا يلمسه القارئ إلا من خلال حصوله على نسخته أو دخوله إلى الموقع الإلكتروني، لكنه لم يشاهد الإمكانات الطباعية والتجهيزات التقنية وحركة العمل النشطة وخطوات الإعداد والتحرير والتصحيح والمونتاج ومعالجة الصور والألوان والإخراج.. إلى غير ذلك مما بات ينجز بواسطة معطيات التقنية الحديثة وأحدث المطابع المتفوقة على مستوى العالم التي وفرتها الجزيرة لمنشأتها الصحفية؛ لتسجل بذلك رقمها بين أوائل من استخدم هذه الثورة التقنية الطباعية. كما أنها قد سبق أن سجّلت بصماتها بين أولى الصحف التي تعتمد نهج ما عرف بالإعلام الحديث، وكانت لها المكانة البارزة والسابقة المحمودة بهذا الإنجاز التطويري الحضاري المشرق في سماء الإعلام السعودي.. (الجزيرة لا تتثاءب).