فهد بن جليد
لا تنهض المرأة عند قبائل (اللانجو الأوغندية) لإعداد طعام الإفطار في شهر رمضان المبارك، حتى يضربها زوجها على رأسها يومياً لتشرع (برضاء تام) في إعداد وجبة (الإفطار) له، رغم أن هذه العادة - ولله الحمد - غير معروفة لدينا، إلا أن الكثير من البيوت تشهد أنواعاً مختلفة من (المعارك) قبل الإفطار؟!
إعداد الطعام في رمضان يستغرق وقتاً طويلاً وجهداً مُضنياً في بيوتنا أكثر من المُعتاد، قليل من الرجال يفكرون في هذا الوقت المهدر والجهد المبذول ويقدّرون ذلك للمرأة، إلا أن أكثر المشاكل والخلافات الرمضانية تقع عادة - قبيل الإفطار - نتيجة فقدان الأعصاب، وسرعة التوتر، وبرأيي أن المسؤول عن تأزّم الأمور في هذا التوقيت هو الرجل الذي يحاول ممارسة وفرض السُلطة الزوجية، رغم أنه القادر على التغاضي والتجاوز عن أي قصور قد يحدث، كما أن بعض النساء تُعقّد الموقف بكثرة الطلبات والضغط المادي على زوجها، لذا (الزوج الذكي) يعلم أن الإفطار عادة هو الوقت الحرج في علاقة أهل المنزل، ففيه تكون الزوجة في قمة انشغالها والجميع يسابق الوقت، لذا يُفضل تأجيل الانتقاد أو الملاحظات إلى ما بعد الإفطار حتى تكون (الأنفس) أكثر قبولاً لمثل هذا الطرح، ومحاولة تعديل القصور لاحقاً!
في رمضان الماضي طلّق رجل زوجته في (أم درمان) بالسودان نتيجة (ملاسنة) نشبت بينهما أثناء تقديم أول إفطار للضيوف في السنة الأولى لزواجهما، دون أن تفلح جهود المعازيم في معالجة المشكلة، أما في مصر فقد طلّق زوج مُعدّد كلتا (زوجتيه) بسبب مطالبهما في رمضان، فالأولى كانت تصِّر على توفير (الياميش) مكسرات رمضان, بينما الثانية دخلت معه في نقاش حاد!
الخلافات الرمضانية مرشحة للزيادة في كل المجتمعات لأسباب مُتعددة - معظمها غير مهم - ويمكن تجاوزه بهدوء, الأفكار والقناعات تتغيَّر من وقت الصيام إلا ما بعد الفطر لأنه شهر تهذيب الأنفس وتقوية العلاقات، خصوصاً عندما يجرب الزوج تقديم عبارات الشكر والثناء والتقدير، على عبارات النقد والذم على الطريقة (الأوغندية) أعلاه!
وعلى دروب الخير نلتقي.