فهد بن جليد
يفترض أن (350 ألف مقيم) فقدوا وظائفهم في بلادنا مُنذ ثلاثة أيام، مع سريان المرحلة الأولى من قرار توطين مهن قطاع الاتصالات والإلكترونيات، ونتيجة طبيعية للبدء فعلياً في إحلال مواطنين سعوديين مكان هؤلاء مع بداية الشهر الفضيل، مع تقديم الشكر لهم على ما بذلوه في المرحلة الماضية من خدمات في تطوير سوق الاتصالات والإلكترونيات.
بغض النظر عن (دقة أرقام) وأعداد هؤلاء، أعيدُ طرح السؤال مرة أخرى حول مصير هؤلاء؟ إلى أين سيذهبون؟ هل باتوا عاطلين عن العمل في بلادنا؟ مع عدم وجود خطة واضحة ومُعلنة لترحيلهم أو نقل خدماتهم إلى قطاعات أخرى؟ القصة ما تزال ناقصة لأن جزءاً مهماً منها ما زال مفقوداً؟ وغير مفهوم؟ لك أن تتخيل ماذا يمكن أن يفعل (العاطل الأجنبي) في أي بلد في العالم؟!.
يجب ألاّ تُنسينا فرحة سعودة القطاع بالبحث والسؤال عن مصير العاملين فيه سابقاً؟ خصوصاً أن مُعظمهم في (سن الشباب) ويمكن أن يكون هناك أكثر من سيناريو مُحتمل للاستفادة من هذه الأيدي العاملة التي (باتت عاطلة)، فيمكن تحويلهم لقوة وطاقة عاملة في قطاعات أخرى نرغب في تعزيز مشاركة الوافدين فيها، خصوصاً وأن الهدف من سعودة هذا القطاع ليس إبعاد الأيدي العاملة التي اكتسبت خبرة واسعة، بقدر ما هو إتاحة فرصة لأبناء وبنات الوطن للحصول على وظائف بقصر العمل في هذا القطاع عليهم، لذا هل سنفكِّر بطريقة تضمن الاستفادة من هذه (القوة البشرية)؟ أو (ترحيلها) بخطة واضحة ومُعلنة؟!.
الجزء المتبقي من قصة سعودة قطاع الاتصالات أمر مقلق، وربما كانت له تبعات أمنية واجتماعية، حياة هؤلاء (العاطلين الجدد) أمام مفترق طرق، فإما أن نسهِّل لهم (نقل الكفالة) أو (تغيير المهنة) لقطاعات أخرى، أو نطلب منهم مع الشكر المغادرة، ومنحهم مهلة معلنة، لأن بقاءهم (عاطلين) ليس في مصلحتنا ولا مصلحتهم؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.