د.دلال بنت مخلد الحربي
تتعرّض المملكة لكثير من الاتهامات من قبل وسائل إعلام بعضها موجهة من قبل حكومات معادية يهمها تشويه صورة المملكة بأي طريقه كانت، وفي سبيل ذلك تقوم بالترويج بأن المملكة هي منبع التشدد وأنها تتبنى كل قضايا التشدد في العالم.
والمؤسف أن هذه الدعايات المعادية تلقى صدى في وسائل الإعلام الغربية التي تتبناها انطلاقاً من مواقف معادية أصلاً، وفي هذا المجال لا بد من استخدام طرق يتبنى فيها المواجهة التي تبنى على الحوار والنقاش والمعلومات.
نحن في مرحلة يفترض أن تكون لدينا القدرة على الحوار والجدال، وامتلاك الأدلة القوية للرد على أي شيء مخالف من وجهة نظرنا.
تلك الأدلة تستعرض وتطرح بمنطق، فكثير من المخالفين لنا من دول إسلامية مثلاً في كل أمورهم يؤكّدون على الوحدة الإسلامية، والتفاهم الإسلامي، ومن ثم ينطلقون من مفاهيم ليّنة قد تكسبهم مساحات في العالم الإسلامي مع وجود حملة واسعة يسمونها الوهابية حتى من داخل المحيط السني، ومن ثم نحتاج إلى آلية تعرف أو توضح استخدام مفهوم الوهابية خطأ، أو ما يطلق عليه الوهابية هو دعوة وتصحيحه من البدع والخرافات وكل ما يشوّه الدين. فإذا وصلنا إلى هذا نستطيع أن تجادل من تختلف معهم في أمور غير واقعية وغير مقبولة.
وفي هذا الإطار نحن بحاجة إلى دعوة شخصيات إسلامية - حتى لو اختلفنا معهم - لإعطاء الصورة الحقيقية للواقع في المملكة، ودحض الافتراءات التي تحاول أن تلصق بالمملكة من تبنيها للتشدد واتباعها دعوة متشدّدة.
إن هذا المنهج الذي أتحدث عنه موجود بالفعل، وهناك شخصيات سعودية تتبعه وتستخدمه وتحظى بالقبول عالمياً، ولكن الحاجة ملحة إلى أن يكون كل مسؤول لديه القدرة على هذه المواجهة، أما الانسحاب من هذه المواجهات فإنه يعطي صورة سلبية، ويتيح للطرف الآخر التأثير على الرأي العام.