سلطان المهوس
في أقسى لحظاته الكروية يبهرك بمقاومته الحديدية حتى النجاة..!!
وفي أشد حالات انقسام رجالاته وإعلامه يبهجك مدرجه وكبرياؤه التاريخي..!!
يسير مع كل الأطياف والعقليات إلى حيث «التحدي» يمرض ولا يموت أبداً..!!
حصد أمجاداً وحضوراً طاغياً مع أبناء بريدة في زمن كان المشهد يقول: الرائد.. صانع نكهة الدوري السعودي.
حتى وهو يهبط للدرجة الثانية كان الكل بتابع الرائد وبحدث تاريخي تم نقل كافة مبارياته تلفزيونيا على الهواء مباشرة حتى صعد للاولى ثم مباشرة للاضواء التي لم يفقدها ابدا كحالة نادرة الوجود بين أنديتنا..!!
الرائد.. صناعة بريداوية خالصة تتشكل لتصنع من شارع الخبيب صورة البناء ومن أصوات التجار عزيمة البقاء ومن روح المآذن نبض الانسانية والنداء، ومن وهج الحياة عراكات وتحديات أبقت الرائد الستيني كيانا لايموت..!!
في الافق الرائدي ثمة صورة باهتة اللون..
أظهرته -مؤخراً- كعجوز بائس مريض نقيض دمه المتدفق احمراراً..
انها صورة ادارات «المنفى» والتي جعلت من الرائد «مسياراً» على الصعيد الاداري والشرفي ليكون مصنع القرار الرائدي خارج قواعد حي الزهرة والبشر والربوة والراشد وغيرها..!!
سنوات جافة مليئة بالفوضى وتضييع المال والوقت رسمتها إدارات وشخصيات «المنفى» بالرياض حيث كانت ملاحق منازلهم مركز صناعة القرار بعيدا بأكثر من ثلاثمائة كيلومتر عن الرائد الجريح..!!
فقد الرائد هيبة السلمان- رحمه الله- وحكمة رجالاته وروح المسلم وتحدي الربدي وطيبة المبارك وهمة التويجري وعاطفة المحيميد فأصبح لسنوات رهينة فكر «أصدقاء» الرياض..!!
سنوات قليلة قيد الرائد فيها أكثر من سبعين لاعباً..!!
خمسة عشر طاقماً فنياً..!!
ستة وعشرين لاعباً أجنبياً..!!
ديون بأكثر من أربعين مليون ريال تكفي لأن يحقق الفريق بطولة الدوري كما فعل الفتح بأقل من ذلك بكثير..!!
أرقام ليست دقيقة لأنها قابلة للزيادة..!!
المحصلة..
رائد يتباهى احدهم انه أوصله للمركز الثامن بعد أن تسبب بهبوطه لولا قرار..!!
رائد يخسر الملايين بسبب رئيس أصر على تسجيل لاعب مصاب لم يلعب اقل من شوط..!!
رائد يئن من الديون بالملايين..!!
رائد تتوقف حياته بأمر المحكمة لأول مرة بسبب غياب ابنائه الاصليين العارفين بشؤون الكرة والقريبين من جدرانه!!
رائد تلاحقه كل المشاكل..!!
رائد يدار بالتلفون..!!
رائد يفخر رئيس له بأنه صرف عشرة ملايين بأقل من ست ساعات..!!
رائد يعترف رئيس له بأن جماهيره لاتشجعه بل لها انتماء آخر عندما سئل: أين الحضور الجماهيري !!
ولأن الرائد لايموت..
عاد النبض بيد رجاله فاختاروا عبد العزيز التويجري رئيسا ليعود الرائد لحضن «بريدة» بعيدا عن الاوصياء الذين لم يتخط دعمهم حاجز «تبون نسلفكم عطونا شيك ان ماسددتوا نشكيكم»!!
الرائد اليوم يحتاج إلى ابنائه والى ان يعرف كل شخص قدره وحقيقته لكيلا ينخدع جمهوره مرة اخرى..!!
الرائد يحتاج لكبير..
نعم كبير تكون كلمته مسموعة واحترامه واجبا ورؤيته ناضجة بدلا من الاجتهادات القاتلة لمستقبل الرائد..
كل من سكت وصمت وتفرج مسئول عن سنوات الضياع السابقة..
ولأن صفحة جديدة بدأت فهي الفرصة لبناء فريق لايقهر جدير بالاحترام الفني والجماهيري..
جماهير الرائد عظمة الصبر والحضور والتاريخ لاتستحق صورة ناديها السابقة..
لينهض الرائد بأبنائه الملتصقين بجدرانه وجماهيره ونبضه ولترحل ادارات «المنفى» للأبد فيكفي انها الصفحة الباهتة الاسوأ بالنظر لكمية الملايين المهدرة والمخرجات الرديئة..!!
التويجري الذي سيستلم ناديا مفلسا ماديا وفنيا ودون الالتفاف معه بقوة ودعمه ماديا ومعنويا لن يستطيع وحده علاج داء عضال يعاني منه النادي منذ سنوات..!!
الأهم الآن..
الرائد عاد لأبنائه فاحرصوا ألا يتم خطفه مرة أخرى فمن أراد شرف قيادته فعليه أن ينسى إدارة «التلفون» من الرياض..!!
قبل الطبع
«ما حك جلدك مثل ظفرك».