سامى اليوسف
الإنجازات أنصفت سامي الجابر حتى جعلت منه أسطورة، وتاريخاً كُتبت أحرفه بماء الذهب، لكن هذا الـ»سامي» ينفرد بموهبة تميزه عن أي رياضي سعودي، إنها الكاريزما، وهي « مصطلح يوناني أصلاً مشتق من كلمة نعمة، أي هبة إلهية تجعل المرء مُفضلاً لجاذبيته».
تجاهد الكاتبة أوليفيا فوكس، خبيرة في علم القيادة والجاذبية، في كتابها «أسرار الكاريزما» من أجل إقناع قرائها أنّ الكاريزما ليست هبة من الخالق فحسب، بل هي ميزة يمكن للشخص أن يكتسبها، تقول إن الكاريزما تمنح
صاحبها قدرة التأثير على الآخرين، والنجاح في العمل، والعلاقات الشخصية الناجحة، وحل المشكلات، والتفاوض الفعّال.
وترى نيكي أوين، متخصصة في التنمية البشرية ودرست نظرية الكاريزما لعدة سنوات، أن الشخصية التي تمتلك الكاريزما تتمتع بـ 5 سمات أو عناصر مميزة: التقدير العالي للذات «النابع من الثقة بالنفس والاعتماد على الذات والاستقلالية»، والقوة المحركة الدافعة «يرسم لنفسه قيماً ومبادئ كي يصل إلى هدفه»، والوعي الحسي، «لديه ذكاء عاطفي يدرك من خلاله مشاعره ويقدر مشاعر الآخرين»، ورؤية الهدف «يجعل من الإيمان بتحقيق هدفه الذي يراه بوضوح دافعاً له»، والطاقة الإيجابية العالية «الشغف والحماس والتصميم والحزم والإلهام».
السمات الخمس التي ذكرتها آنفاً هي من تشعل وقود الطموح لدى سامي الجابر منذ أن كان لاعباً، ثم إدارياً، ومحللاً، ومدرباً بالرغم من تنوع العراقيل التي يحرص الكارهون له، ولناديه زرعها كألغام في طريقه إلا أنه يبرع في تجاوزها والوصول سالماً لهدفه، غانماً لانتصار أو إنجاز جديد.
جاء تعاقد الشباب مع المدرب «السعودي» سامي الجابر، ليؤكد لنا من جديد أننا بدأنا نتلمّس الجادة الصحيحة للاحتراف بمعناه الأشمل والأعم.
هذه الصفقة التي طغت على ما سواها من الأحداث منذ الإعلان الأول، حيث تصدّر وسم #سامي_الجابر_مدربا_للشباب الترند في موقع التدوين تويتر في السعودية لعدة ساعات، وحتى توقيع العقد الثلاثاء الفائت، هي صفحة جديدة من التحدي في مشوار سامي، وهي في رأيي تعتبر نجاحاً للطرفين النادي والمدرب، فالشباب اكتوى من المدربين الأجانب والعرب الذين لم يصيبوا نجاحاً ملموساً في السنوات الأربع الماضية، وكان لابد للشباب أن يبحث عن خبير في الملاعب السعودية وخباياها ليضع الفريق من جديد على قضبان البطولات مرة أخرى، نعم لن يجد أفضل من سامي اللاعب الناجح ذي الأرقام المدوية محلياً وقارباً وعالمياً، ليوكل إليه رسم خارطة طريق للشباب في السنوات الثلاث المقبلة لإعادة صياغة شيخ الأندية.. صياغة تتواكب وتاريخ هذا النادي العريق، وطموح مسيريه والقائمين عليه وفي مقدمتهم الأمير خالد بن سلطان وأنجاله الكرام.
سامي الجابر المثير من يوم وطأت قدماه الملاعب أول مرة مع فريقه الهلال وطوال بقائه مغرداً في الملاعب الخضراء، ووصولاً إلى تسنمه إدارة الكرة في ناديه الهلال، وانتهاءً بتدريبه للزعيم، لا يعرف سوى التحدي والعمل تحت الضغط، إنّ الحكم على تجربته الأولى مدرباً لا يمكن وصفها بالناجحة، أو الفاشلة قياساً بالظروف التي يعرفها القاصي والداني والقريب من البيت الهلالي، وحتى ذلك الرياضي الذي لا ينتسب للهلال، ومع هذا فالجابر لا يمكن أن يعمل إلا لهدف واحد هو النجاح ولا غيره، مسيرته في الملاعب وخبرته العريضة لاعباً وإدارياً ومدرباً تساعده على التألق والنجاح، خصوصاً أن البوادر التي نسمعها من البيت الشبابي تقول إن للجابر مطلق الحرية والصلاحيات في مهمته مع الفريق من تعاقدات مع لاعبين ومساعدي مدرب وطواقم فنية وصحية.
الشباب والجابر أشعلا حرارة الصيف، الجماهير والإعلام سيكونان حاضران بقوة في الشباب المقر، وفي التدريبات، والمباريات، وسيكتوي الشبابيون بنار الوهج قليلاً، فعليهم ممارسة فن «التطنيش» وصم الآذان والتركيز على العمل.
ليدرك الشبابيون أن النقد الموجه لفريقهم سيكون في أوجه، وأن المقصود ليس عمل الإدارة، وإنما شخص الجابر.
ويبقى الدعم الذي لقيه سامي الجابر من كبير الشبابيين ، ورمزهم الأمير خالد بن سلطان لا يقدّر بثمن وعربون دعم ومساندة.
أخيـرًا ،،،
عندما نكتب تاريخ الاتحاد ، فإنّ فصل الأسطورة محمد نور سيكون أبرز فصوله الهامة التي تستحق القراءة بتمعُّن ، وكثير من الاحترام .. وداعاً محمد نور.