عندما تُظلم الدابة تنتقم لنفسها وقد تشكو سوء المعاملة ففي الحديث دخل رسول الله حائطاً فإذا فيه جمل فلما رأى رسول الله جرجر وذرفت عيناه فأتاه النبي فمسح سراته - أي سنامه - وذفراه فسكن فقال لمن هذا الجمل فجاء فتى من الأنصار فقال هذا لي يارسول الله قال (أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟ فإنه يشكو لي أنك تجيعه وتدئبه) يعني تتعبه وتجيعه.
الحيوان ينتقم لنفسه ممن ظلمه فالجمل حين يسام ضرباً ينقض على من يضربه يكيل له الكيل كيلين وربما أرداه قتيلاً وكثير من الحيوانات ينتقم لنفسه لدرجة أن الجرذان إذا أوذيت لاتترك أو تغادر المكان إلا وقد انتقمت ممن آذاها وقد تندس بين الكتب تتلفها وكأنها تعرف أن الكتاب أعز شيء عند صاحبه.
انتقام الحيوان قد يحدث بين الحيوانات نفسها سواء الطيور أو الدواب وكل الحيوانات دفاعاً عن نفسها أوصغارها وربما ناصرت بعضها، يروي أن كلباً ركله شخص لأنه وجده جالساً في موقف سيارته فعاد الكلب ومعه مجموعة من الكلاب فمخشوا السيارة حتى أتلفوا بويتها وأيضاً رجل أراد أن يقتل نمراً فأصابه بطلق ناري ولم يمت النمر فتتبع الشخص الذي رماه وعبث بمحتويات منزله بل إن النمر قتل الرجل الذي أصابه بالسهم.
الحيوانات وإن لم تتكلم إلا أنها تنتصر لنفسها وتناصر بعضها وتدافع عن أماكنها وصغارها فلايعني كونها حيواناً أنها بدون مشاعر وأحاسيس بل إنها تنتقم ممن يريد قتلها أو الاعتداء عليها.