احتفال المملكة العربية السعودية الشقيقة باليوم الوطني الـ93، ليس مناسبة سعودية فقط، بل هو مناسبة خليجية وعربية وإسلامية أيضاً، ولذلك فإن أحداً لا يستغرب حجم المشاركة الواسعة، خليجياً وعربياً، في إحياء ذكرى اليوم الوطني السعودي، والذي نرى تجلياتها في أكثر من مجال ثقافي وفني وإعلامي.
ومع الاحتفال باليوم الوطني الثالث والتسعين، تسطر المملكة العربية السعودية إنجازات في شتى المجالات على المستويات كافة، وفق رؤية طموحة تقود المملكة إلى مصاف الدول العالمية، ما حدا بالمملكة أن تكون محط أنظار العالم، سياسياً، واقتصادياً، ورياضياً وعسكرياً في ظل القرارات الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
في زيارتي إلى السعودية مؤخراً، والتي لقينا فيها - كعهدنا دوماً بأشقائنا من أهل المملكة الكرام - كل حفاوة وترحاب، بداية من وصولنا إلى الرياض، قد كشفت لي عملياً ما كنت أتابعه قراءة وسماعاً ومشاهدة، عن ما أحرزته المملكة خلال السنوات الأخيرة، بشكل خاص، من نهضة حضارية وإنجازات تنموية، في ضوء «رؤية 2030» التي أطلقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى تحقيق نقلة كبيرة في المملكة، تضعها في مصاف كبرى دول العالم، تنمية واستثماراً وتحضراً.
والمؤكد أن المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي، سيدرك جيداً أنه ما من مواطن كويتي إلا وشارك المملكة احتفالها، وقدم للأشقاء فيها مباركته وتهنئته.. وفي الصدارة بالطبع جاءت تهنئة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والتي أكد فيها عمق العلاقات الأخوية الوطيدة والتاريخية التي تربط دولة الكويت والمملكة العربية السعودية الشقيقة وشعبيهما الكريمين ومستذكراً سموه مواقف المملكة العربية السعودية الشقيقة الثابتة والمشرفة تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية فضلاً عن مواقفها الأخوية الأصيلة تجاه دولة الكويت.
كما عبر سموه عن اعتزازه بما حققته المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الميمون من إنجازات تنموية بارزة شملت مختلف المجالات أسهمت بالارتقاء بمكانة المملكة العربية السعودية الشقيقة الرفيعة والمرموقة بين دول العالم في ظل القيادة الحكيمة والرشيدة لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وبمؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
كما أشاد سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد في برقية تهنئة لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة بالإنجازات التنموية والحضارية التي حققتها المملكة الشقيقة على كافة الأصعدة.
ومن البديهي أن تكون الكويت هي أكثر دول العالم احتفاءً بالمناسبات الوطنية السعودية، ذلك أنه من المستحيل أن ينسى أي كويتي ما قدمته المملكة للكويت، خصوصاً خلال فترة الغزو العراقي الغاشم في العام 1990، حين وقفت الشقيقة الكبرى وقفة العز والشموخ، رافضة بإصرار أي محاولة لتمييع المواقف، أو المساومة والتسويف في مواجهة الغزاة ودحرهم عن الكويت، ووضعت المملكة أرضها وجيشها وكل إمكاناتها، رهن تحقيق هذا الهدف الكبير، وساهمت بقوة في حشد التأييد العالمي للحق الكويتي، حتى تم تحرير الكويت وطرد الغزاة الصداميين عن تراب الوطن الغالي.
ما يربطنا بالمملكة وشعبها أمتن وأوثق من أن تنفصم عراه، أو تؤثر فيه، أو توهن منه، محاولات عبثية تسعى للنيل من هذه العلاقة، فما بيننا هو تاريخ مشترك ومصير واحد ومستقبل مأمول نسعى لصنعه معا.. وكل ذلك يقوم على دعائم ومرتكزات أساسية، جوهرها المودة والاحترام المتبادل.
وستظل المملكة رائدة، وسيظل يومها الوطني مناسبة مباركة وسعيدة لنا جميعاً، تذكرنا بالمآثر والمواقف النبيلة لها، قيادة وشعباً، تجاه الكويت.
حفظ الله المملكة العربية السعودية وأدام عزها ونهضتها.
** **
- أحمد بهبهاني