ربما قتل الأطفال والنساء الآن هو الحل الأمثل أمام إسرائيل في أزمتها غير المسبوقة التي اعتادت اللجوء إليه على مر تاريخ احتلال الأراضي الفلسطينية. والهدف كالمعتاد هو الضغط متعدد الأبعاد. فالدهس العسكري لأراضي مسكونة يولد ضغطا ديموغرافيا ينتهي بنزوح المواطنين، كما هو ضغط جيوسياسي على دول الجوار وأهمها مصر، ويولد ضغطا دوليا أيضًا يعتمد بصورة كاملة على الدعم الأمريكي مقابل الرأي العام الإسلامي والدولي ويولد ضغطا أيضًا على مقاتلي المقاومة. هذا أمر مؤسف حقًا ولكن للأسف بقية؛ التزام المجتمع الدولي الصمت وإبداؤه تنديدات صورية تفتقر إلى أي إجراء فعال على أرض الواقع حتى لو كان السماح بإدخال المساعدات الإنسانية؛ هو بمثابة منح الضوء الأخضر لإسرائيل من أجل تجاوز جميع الخطوط الحمراء وهنا يراودني تصور للوضع أود مشاركته معكم؛ وكأنما تحول ميثاق الأمم المتحدة إلى ستار قماشي يرفعه مجلس الأمن أمام دول العالم، ولكن ربما نشاهد خروج بلطجي من وراء هذا الستار ليفعل ما يحلو له من جرائم دون أن يلتفت إلى هذا الميثاق مرة أخرى بعدما أدار ظهره له.
لا يمكن لإسرائيل التعامل مع الفلسطينيين على أنهم حيوانات! على حد وصف رئيس الأمن القومي الإسرائيلي ومن قبله وزير الحرب غالنت! بل هم أحرار لهم تاريخ وجذور في هذه الأرض لأنهم السكان الأصليون.
وعلى صعيد آخر، ذكرت جريدة وول ستريت جورنال في تقرير نشرته عن القنبلة المستخدمة في قصف مستشفى المعمداني، أنها قنبلة «إم كيه- 84» بوزن 910 كيلو غرامات، وهي قنبلة أمريكية تمتلكها إسرائيل. على كل حال أتم بايدن الحجة بزيارته لتل أبيب ومشاركته في مجلس الحرب، على أن أمريكا تقدم الدعم الكامل والشامل وغير المشروط لإسرائيل وبصرف النظر عن تصريحات بايدن التي تؤكد ذلك نصًا، إلا أن تصديقه الرواية الإسرائيلية الخيالية بأن صاروخ المقاومة هو من قام بقصف المستشفى بالخطأ، يدل على أن بايدن سيفعل كل ما بوسعه وسيصدق أي شيء وسيرفع حق الفيتو للاعتراض على أي مبادرات دولية لوقف إطلاق النار في الأراضي المحتلة.
وما يثير التعجب حقًا، ما نشاهده في وسائل الإعلام الغربية التي تقول إن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، وهي لم تفرغ بعد من بث صور وأخبار مؤسفة عن آثار الحرب الروسية الأوكرانية!
ما نراه ونقرأه عن غزة لا يمكن غض البصر عنه، غزة تُباد!