لقد كانت المقابلة التلفزيونية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع شبكة الأخبار الأمريكية فوكس غنية بالمعلومات التي يتوق إليها المحللون السياسيون والاقتصاديون. فقد كانت المقابلة معبرة للغاية عن رؤى مهمة للعهد السعودي الجديد. ومن الواضح أن ولي العهد السعودي يمثل نوعية جديدة من القيادات في الشرق الأوسط، مصمم على تشكيل المستقبل ليس في بلده فقط ولكن في الشرق الأوسط بأشمله. لأكثر من نصف قرن في تاريخ الشرق الأوسط الحديث قليلاً ما يوجد في الدول العربية قيادات برؤى مستقبلية في عالم من المنافسة الاقتصادية وجذب الاستثمار.
تعتبر دول الخليج العربية، دول مجلس التعاون الخليجي، حالة استثنائية في العالم العربي حيث استطاعت خلال العقود الماضية تحقيق استشراف عملي نحو بناء الدولة. لقد وضعوا في وقت مبكر أسسًا لمستقبل التنمية والاقتصاد في بلدانهم. والمملكة العربية السعودية الدولة الأكبر في عدد السكان والأغنى بالموارد قامت ببرنامج تحول جريء وطموح للمملكة وربما منطقة الشرق الأوسط بأكملها من خلال رؤية 2030. أشار ولي العهد السعودي إلى أن المملكة قد تأخرت في سباق التنافسية العالمية لفترة من الزمن، ولكن المملكة تتحرك الآن بسرعة كبيرة لكي تصبح أحد أكبر عشر اقتصاديات في العالم. كما أشار سموه بدقة إلى مقارنة بين السعودية وكوريا الجنوبية، فذكر ولي العهد لشبكة فوكس نيوز أن السعودية كانت متقدمة اقتصاديًا في حجم الناتج المحلي على كوريا الجنوبية عام 1980، ولكن اليوم تحتل كوريا المرتبة 10 والسعودية 17 بين اقتصاديات مجموعة العشرين. ويهدف ولي العهد السعودي إلى إعادة البلاد إلى المسار الصحيح.
ظهر الأمير محمد بن سلمان في المقابلة التلفزيونية كقائد حازم ذي رؤية واضحة يتحدث ليس فقط عن الطموح السعودي والنجاحات التي تحققت ولكن أيضاً عن الأخطاء وجوانب القصور. لقد كان مباشراً جداً في إجاباته على الأسئلة التي طُرحت إلى حد أنه أعطى إشارة قوية في إجابة عن سؤال بخصوص تقدم كبير نحو اتفاقية كبيرة مع الولايات المتحدة تتضمن حل للنزاع العربي الفلسطيني -الإسرائيلي.
الملفت للنظر كيف أنه وبالرغم من التغطية السلبية المتواصلة في الإعلام الغربي عن السعودية خلال الخمس السنوات الماضية حيث تجاهلت بشكل شبه كامل للتغييرات والإنجازات التاريخية التي كانت تحدث في المملكة، فيما استمر ولي العهد في التركيز على تحقيق ما يريده لبلاده. والآن وبعد خمس سنوات ها هي تلك الإنجازات تتحدث بصوت أعلى. وأصبحت رؤية 2030 إنجازات تتحقق، وليست رؤية فحسب. يقول المثل الأمريكي، «don›t get mad, get even»، بمعنى لا تغضب، «انتصر لنفسك بالإنجاز». وهذا ما قام به ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي انتصر لبلده من خلال العمل بهدوء لتحقيق ما كان يعتقد الآخرون أنه غير ممكن.