الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أكَّد فضيلة الدكتور محمد بن إبراهيم الرومي أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود بالرياض سابقاً، ومفسّر الأحلام المعروف، على ترسيخ أهمية الثقة بالله تعالى في حياة المسلم، وأنها تمثّل ركناً مهماً في حياته، وتعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة، وثقة المسلم بالله تعالى في استجابة الدعاء، وكيف أن الله عزَّ وجلَّ وعد باستجابة دعاء من يدعوه، وأن الثقة بالله تعالى، والاعتماد عليه في جلب المنافع ودفع المضار، وحصول الأرزاق وحصول النصر على الأعداء، وشفاء المرضى وغير ذلك من أهم المهمات وأوجب الواجبات، ومن صفات المؤمنين، ومن شروط الإيمان، ومن أسباب قوة القلب ونشاطه، وطمأنينة النفس وسكينتها وراحتها، ومن أسباب الرزق، والثقة بالله وبكفايته لعبده، هي من أهم عناصر عقيدة المسلم الصحيحة في الله تعالى. وشدد الدكتور محمد الرومي على أن هذه الثقة بالله تعالى التي يتمثّلها المسلم في حياته وعلاقته بربه سبحانه وتعالى، لا يفهم منها أنها مجرد كلمة تلوكها الألسن، ولا تعيها القلوب، وتتحرك بها الشفاه، ولا تفهمها العقول، أو تترواها الأفكار، هو نبذ الأسباب، وترك العمل، والقنوع والرضا بالهون والدون تحت شعار الثقة بالله تعالى، والرضا بما تجري به الأقدار، بل إن المسلم يفهم الثقة بالله بأنها جزء من إيمانه وعقيدته، وأنها طاعة لله بإحضار كل الأسباب المطلوبة لأي عمل من الأعمال التي يريد مزاولتها والدخول فيها، فلا يطمع في ثمرة من دون أن يقدم أسبابها، ولا يرجو نتيجة ما من دون أن يضع مقدمتها، غير أن موضوع إثمار تلك الأسباب، وإنتاج تلك المقدمات يفوضه إلى الله سبحانه وتعالى، إذ هو القادر عليه من دون سواه، وثقة المسلم بالله تعالى تشمل كل جوانب حياته، في كل صغيرة وكبيرة مما يجعل المسلم ثقته بالله تعالى أمام عينيه. داعياً المولى عزَّ وجلَّ أن يرزقنا حسن الظن بالله، والتوكل عليه، وأن يزيدنا ثقة به وبنصره وتأييده وحفظه وتوفيقه في جميع أمورنا، وأن يجعلنا ممن يزيد ثقته بالله وبحوله وقوته إنه نعم المولى والنصير.