بريدة - خاص بـ»الجزيرة»:
طالب متخصص في العلوم الشرعية بأهمية دراسة ظاهرة «توزيع وجبات الإفطار عند إشارات المرور»، على الرغم من كونها من الأفكار الخيرية إلا أنه من الأهمية بمكان أن تأخذ حظها من الدراسة والنظر.
وقال الدكتور فهد بن عبدالرحمن اليحيى أستاذ الفقه بجامعة القصيم، إن توزيع وجبات الإفطار عند إشارات المرور من الأفكار التي نبعت من مقاصد الخير والبر، وجزى الله خيراً كل قاصد للخير مبادر إليه أو مشجع عليه، إلا أننا -مع هذا- علينا أن نتأمل بعض الأفكار قبل تطبيقها ولو أن نعقد لها ما يناسبها من مراجعة أو ورشة عمل لدراسة الجدوى والسلبيات والإيجابيات.
وأوضح د. فهد اليحيى إلى أنه يمكن التأمل في هذا المشروع الخيري من حيث إنه لا تظهر القيمة المضافة أو الجدوى التي تستحق بذل كل هذا المال والجهد؛ فالحاجة هنا إنما تتمثّل في شخصٍ تأخر لزحمة أو مشوار وهو راجع إلى بيته مدركٌ إفطاره؛ فقد يأكل شيئاً من تلك الوجبة مستغنياً عن أكثرها، أو لا يستطيع لقيادة سيارته، ثم قد يرمي تلك الوجبات أو يهملها أو ينساها!، -وقد رأيت شيئاً من ذلك - أو ربما كانوا أسرةً متجهةً للإفطار في مكانٍ آخر أو إلى دعوةٍ على إفطار، فأصبح ما أخذوه هدراً، وإنما أخذوه من الموزّع مجاملةً أو فضولاً.
مشيراً إلى أنه لو صرفت تلك الأموال والجهود إلى ما هو أولى لكان تحقيق المقصود أكمل، كمنح المال أو الوجبات للأسر الفقيرة المتعففة، أو صرفها لعمّالٍ يعملون إلى وقت الإفطار، أو غير ذلك مما هو أولى، سواء في مجال الإفطار الرمضاني أو غيره، كما أن من يقوم بالتوزيع عند إشارات المرور هم غالباً من الشباب الصغار ومكانهم عرضةٌ للخطر، وقد رأيت بعضهم وهو يتنقل بين السيارات يوزع الوجبات فتضيء الإشارة الخضراء فتقع الخطورة!، أو ينتقل إلى الطرف الآخر فالخطورة أشد!، ويفوت بوجودهم هنا إفطارهم مع أسرهم والدعاء عند الإفطار، وربما تأخروا عن الصلاة؛ إذ إن التوزيع قبيل أذان المغرب أو مع الأذان.
وأبان د. اليحيى إلى أن تلك وجهة نظر حمل عليها النصح الواجب والمحبة والأخوة، راجياً أن تأخذ حظها من الدراسة والتأمل.