في الفترة الأخيرة لاحظت كما لاحظ الكثير من القراء وشاهدوا ظاهرة غريبة ومنتشرة عند «البعض» من شبابنا (هداهم الله) ومع الأسف إن هذه الظاهرة في تزايد حسب ما هو مشاهد في الأماكن العامة والأسواق وعبر السوشل ميديا! ألا وهي تلك السلوكيات الغريبة في نوع اللباس والمظهر الشخصي العام لدى المراهقين والأكبر سنًا من الشباب السعودي والحقيقة إنها سلوكيات لم يألفها المجتمع، وتُعد دخيلة على مجتمعنا الكريم والمحافظ والمعتز بالهوية الوطنية الخاصة بالزي الوطني السعودي الأنيق حيث نرى ونشاهد لبس بعض من الشباب والفتيان للأساور والقلائد، والمصيبة أن هذه العادة السيئة بدأت تنتقل للكبار مع الأسف، وهي عادات دخيلة على شباب مجتمعنا الهُمام الطموح، قد يكون أحد أسباب انتشار هذه الظاهرة في المجتمع هو التقليد الأعمى للمجتمعات الأخرى في السلوكيات السلبية، مع عدم الثقة في النفس وفي غياب عدم الاعتزاز بتقاليدنا الحميدة وهويتنا العريقة والمتميزة والتي تميزنا عن الغير، نعم نحن مجتمع منفتح على المجتمعات الأخرى وبلد بفضل الله ثم بفضل ما وصل له اقتصادنا العالمي وبرامج الابتعاث ومجال السياحة الذي أصبح متاحاً أمام شعوب دول العالم، لكن هذا ليس معناه أن نتخلى عن هويتنا الوطنية وعاداتنا وقيمنا العربية الأصيلة التي هي مصدر للرقي والاعتزاز ومن ضمنها اللباس الوطني السعودي الخاص بنا كسعوديين والذي يعد عنصراً هاماً وأساسياً من مظاهر القوى الناعمة التي من خلالها تتعرف شعوب العالم على بلادنا العزيزة وذلك في إبرازه والتمسك به على امتداد الخريطة الجغرافية والتركيبة السكانية لمملكتنا الحبيبة والغنية بثقافاتها المتعددة التي أبهرت العالم ولا شك أنه يقع على الشباب دور كبير في المحافظة على هذه الثقافة والهوية السعودية العريقة التي تغنيكم بكل فخر عن التقليد الأعمى والانهزام المعنوي مع عدم الثقة بالنفس فأنتم أمل الأمة وعماد المجتمع وثروة الوطن الحقيقية الثمينة التي تصنع الإنجازات العظيمة وتحقق الأحلام والآمال العريضة على أرض الواقع.
ويحق لنا أن نفاخر بكم وتأكيداً لدوركم الكبير في نهضة الأمة ما سبقني إليه الشاعر العربي إيليا أبو ماضي في مدحكم.
إذا أَنا أَكبَرتُ شأن الشَبابِ
فَإِن الشَبابَ أَبو المُعجِزات
حُصونُ البلاد وَأَسوارُها
إذا نامَ حُرّاسُها وَالحُماة
غَدٌ لَهُم وَغَدٌ فيهِم
فَيا أَمسُ فاخِر بِما هُوَ آت