سنة الله في خلقه، أن تكون حياتهم رفعاً وخفضاً، ويسراً وعسراً، بسمة ودمعة، وقد جرت على ذلك طبيعة الأرض والكائنات بشكل عام، فالأرض لها فصولها صيفاً وشتاءً، وربيعاً وخريفاً، وهي بذلك تحكي قصَّة حياة الإنسان التي يعيشها بين ربيع عمره بالسن الضاحكة، وبين طريف أيامه بالطاقة الواهية، وكذلك نبات الأرض لا يخرج عن تلك القاعدة، حتى تنضج براعمه وأزاهيره، ثمَّ تجف الخضرة، وتتساقط الأوراق، وتذوب الأغصان، سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تحويلاً، فالمرء في هذه الحياة كسائر الكائنات الحيَّة لا يستطيع -بعد - الله أن يجد من عجلة زمن الطفولة، والشباب، والكهولة، والشيخوخة، والموت فالفرار من الموت أمر مستحيل ... ولكن ماذا عن الهرم؟ هل يمكن منع الهرم؟ فالكثير من العلماء الذين يبحثون عن إجابة لهذا السؤال، متفقون على أن منع الهرم أمر غير ممكن.
غير أن التجارب التي أجريت بيولوجياًّ وكيميائياًّ وفسيولوجياًّ، والدِّراسات المتنوِّعة التي استندت على ملاحظة أحوال الشباب والشيوخ، فهي تحمل آمالاً حول انتقال مرحلة الكهولة إلى مرحله الشيخوخة بأخف أضرار ممكنة.
فإن النتائج التي توصل إليها العلماء كإرشادات أو نصائح تخفف من وطأة الشيخوخة حسب ما جاء من أوامر وإرشادات في كتاب الله الكريم والسنة النبوية الشريفة إلى معالجة المشكلة بدءًا من الأوامر النبوية التي تحث المرء على تخفيف تناول الطعام، واجتناب كافة المهلكات من خمور ومخدرات، والأمر بالمشي، والنوم المبكر، وأداء الصلوات الخمس جماعة وغيرها من الأمور التي تتعلق بالإنسان بحياته اليومية ... وانتهاء بالقناعة والحياة المتوازنة، والتفكر والصبر والتسامح التي تعبر عن الوصفات الحيوية لحياتنا النفسية كل هذه النقاط سالفة الذكر تساعد المرء على المحافظة على صحته البدنية والنفسية مما يؤخر الشيخوخة أو يسهل الانتقال إليها، ويساعد على قضاء هذه المرحلة بأقل الأضرار الممكنة.
فقد ركزت الأبحاث إلى اكتشاف سر الهرم وذلك عن طريق معدل الخسائر البدنية التي تحدث خلال تقدم العمر عند الفرد وقد حاولت بقدر المستطاع معالجة هذا الأمر وذلك في ظل تلك المعطيات، غير أنها تحولت بعد فترة من الوقت الى البحث والتروّي والتأمل في آثار التغذية الصحية وغير الصحية إلى جانب ممارسة الأنشطة الرياضية، أو ممارسة بعض العادات السيئة في مسير مراحل الشباب التي سرعت من وتيرة الهرم أو إبطائه أما الأبحاث الأخيرة كانت تركز على إيجاد أمور ناجحة حتى تتخطى مراحل الشيخوخة بطريقة سهلة وميسرة وبدون معاناة!! فقد عكف العلماء والمختصين عن أهمية ودور التكوين الوراثي لأفراد الأمة فلا يستطيعون تغيير المعلومات البيولوجية الموضحة عبر برنامج (DNA) من قبل القدرة الإلهية ونحن في بطون امهاتنا التي تبرز عهد الشيخوخة سواء في عمر متقدم أو متأخر فالمعلومات الوراثية هي التي ورثناها عن الوالدين بالطريقة المثلى التي تخرج من القوة إلى الفعل في وقتها المرهون ولكن البرامج الوراثية ليست طليقة أن تضبط سرعة بعض الأوضاع ويمكننا أن نقول إن عوامل الشيخوخة قد تتأخر من فرد إلى فرد بسبب الوراثة من قبل الوالدين فقد تمكن العلماء من اجراء تجارب عدة على الفئران فثبت علمياً أن الفأر الذي يتناول غذاءً زائداً ازدادت لدية نسبة السعرات الحرارية، وأدى ذلك الأمر الى تقصير حياته بصورة ملحوظة. وقد أجرى العلماء مرة ثانية على البشر فثبت أن الأفراد الذين لم يتناولوا سعرات حرارية زائدة عن الحاجة فإنهم يتمتعون بعد الله بنشاط ملحوظ، وعاشوا عمراً طويلاً عن الآخرين والله أعلم.
والله الموفق والمعين.