كثيرًا ما نقرأ مقالاتٍ وقصائدَ كُتبِت في رجالٍ وأشخاصٍ عاشوا معنا ثم اخترمتهم يد المنون ورحلوا إلى الدار الآخرة وقد كانت لهم بصمةٌ في حياتنا وأثرٌ في مجتمعنا عبَّر كاتبو المقالات والقصائد عن مشاعرهم تجاه أولئك الأفاضل الراحلين مع يقينهم أنهم لن يقرأوها ولكن وفاءً لهم وتأبينًا جاء بيانهم الجميل وهذا صنيعٌ جميلٌ ووفاءٌ مُقدَّرٌ، وإنَّه لمن الأحرى والأبلغ أثرًا أن نكتب لهم وهم أحياءٌ ليقرأوا ما تُكنُّه قلوبنا تجاههم فيسعدوا ويعرفوا قدرهم في قلوبنا ومن هذا المنطلق جاءت هذه المشاركة في أحد رجال الوطن المخلصين الأوفياء الذي قدَّم للوطن الكثير من العطاءات وكانت له إسهاماتٌ خيريةٌ مباركةٌ ولعل من أبرزها بناء جامعٍ كبيرٍ أصبح معلمًا من المعالم البارزة في مسقط رأسه مدينة تمير التي هو عَلَمٌ من أعلامها وقد عُرِف بكرمه الفياض ويقصده الضيوف والزوار من كل مكان في مجلسه العامر كما أنه معروفٌ بإحسانه للفقراء والمحتاجين يسعى في تفريج كرباتهم وتخفيف معاناتهم هو الشيخ: محمد بن عبد اللطيف المناع الذي يُناهز عمره التسعين عامًا -متعه الله بالصحة والعافية- ولعلي أترك لقريحتي أن تختم هذه المشاركة بهذه القصيدة التي فيها شيءٌ من مآثره ومناقبه كتبتُها وفاءً له وتقديرًا:
يمينُك بالعطا حُبَّاً تجودُ
وفي الخيراتِ مسعاك الحميدُ
محمدُ أيها المفضالُ فينا
وفاؤك زاخرٌ وهو الفريدُ
إلى المعروفِ سبَّاقٌ حريصٌ
على الإنفاقِ أنت به سعيدُ
تنافسُ في السقايةِ في سخاءٍ
لتُرويَ ظامئًا أجرًا تريدُ
قصدتَ بيوتَ ربي في سقاءٍ
رضاءُ اللهِ مقصدُك المجيدُ
سقاك اللهُ من أنهارِ عدنٍ
لتروى أيها الشيخُ العميدُ
وتبحثُ عن ذوي الحاجاتِ تبغي
لهم فرَجًا لتسكُنَهُم سُعُودُ
فكم فرَّجتَ عن ذي البؤسِ كَرْبًا
رَحِمْتَهُمُ وأنت بهم وَدُودُ
وأدخلتَ السرورَ على أناسٍ
ينكِّدُ عيشَهم حزنٌ شديدُ
فأبشرْ بالثوابِ عساهُ طُهْرٌ
لكلِّ أذىً بجسمك لا يحيدُ
وجامعُك الأنيقُ به ارتياحٌ
لزائرهِ وقد كثُرَ الشهودُ
فنِعْمَ الصُنْعُ قمتَ به وأبشرْ
ببيتٍ في الجِنانِ بها الخلودُ
هو الظنُّ الجميلُ بمَنْ برانا
لأهلِ الجودِ مولانا يجودُ
مع الأضيافِ تُكرمهم بحبٍّ
ووجهٍ مشرقٍ وهمُ شهودُ
تُرحِّبُ فيهمُ واللفظُ عَذْبٌ
بمجلسك الرحيبِ أتتْ وفودُ
رفيقُ الوالدِ الغالي وفيٌّ
له وهو المحبُّ به يُشيدُ
ويُعجبني إخاؤهما وحِسٌّ
سيعجز عن روايتهِ القصيدُ
أبا عبدِ اللطيفِ إليك شكري
وودِّي أيها الرجلُ الرشيدُ
قوافي الشعرِ تفخرُ فيك تحلو
حروفي والثناءُ لها وَقُودُ
رعاك اللهُ بارك فيك عُمْرًا
عساهُ بطاعةٍ عُمْرٌ مديدُ
وعافاك الإلهُ جزاك خيرًا
وفي الأولادِ يُسعدك الوَدُودُ
** **
تمير - سدير