الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
في الوقت الذي تساعد الألعاب الإلكترونية الأطفالَ في تحسين مهاراتهم الإبداعية والتفكير النقدي والمهارات الإدراكية والتواصل مع الآخرين، وفي تحسين قدراتهم على حل المشكلات واتخاذ القرارات الصحيحة، إلا أن الخبراء والمختصين يؤكدون أن استعمال الأطفال للألعاب الإلكترونية بشكل يزيد على الحد الطبيعي يؤثر على صحتهم الجسمية والنفسية، وإلى اضطرابات سلوكية خطيرة.
«الجزيرة» التقت مختصين في علم النفس والطب ليتحدثا حول: «تأثير الألعاب الإلكترونية على سلوك الأطفال»؛ فماذا قالوا؟
مشكلات نفسية
بداية تؤكد الدكتورة عائشة بنت علي حجازي أستاذ علم النفس المشارك أن الطفولة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان، ويستطيع من خلالها تعلم الكثير من المهارات ويكتسب الخبرات والقيم.
وتعتبر وسائل الاتصال من أهم محركات التأثير والتأثر في حياة الطفل، ومنها الألعاب الإلكترونية والتي قد يقضي الطفل فيها ساعات طوال دون رقابة أو توجيه وهذا من شأنه يغير في سلوك الأطفال وعاداتهم وثقافتهم وحتى أنماطهم السلوكية إيجاباً وسلباً.
إيجاباً تكون لدى الفرد حب المنافسة والتشجيع على اللعب الجماعي والتحدي، ولكنها إذا زادت عن الحد الطبيعي قد تشكل سلباً بعض سلوكيات العنف والعدوان والتمرد، وهذا من شأنه أن يُنشئ الطفل بسلوك الجانح والرغبة في التخريب والدمار، وقد يؤدي بشكل أكبر إلى انتشار المشكلات النفسية كالقلق والمخاوف نتيجة بعض الممارسات التي تتم في اللعب الإلكتروني الجماعي كتنمر وغيره.
ولذا من المهم أن تكون هناك رقابة والدية خلال اللعب، كذلك التقليل من الأوقات المقدرة للاستخدام وتوفير الوسائل الترفيهية البديلة والتي تشبع رغبة الطفل في اللعب من ناحية وتهذب وتشكل القيم الإيجابية من ناحية أخرى.
سلوك عدواني
يشير الدكتور محمد ميسرة عبدالحميد استشاري طب الأطفال بالرياض إلى أن الألعاب الإلكترونية جزء لا يتجزأ من حياة الأطفال في العصر الحديث مع تطور التكنولوجيا وانتشار الأجهزة المحمولة وتنوع البرامج المتاحة التي تناسب مختلف القدرات الاستيعابية للطفل.
منوهاً إلى أن الأبحاث أظهرت أن بعض الألعاب الإلكترونية يمكن أن تساهم في تحسين المهارات وتوسيع أفق التفكير والاستيعاب، ولكن هناك آثار سلبية على زيادة السلوك العدواني لدى الأطفال وذلك بتعزيز ردود الفعل العنيفة، وتقليل الحساسية تجاه العنف في الحياة الواقعية.
أما عن التأثير الجسدي، فقد يؤدي إلى قلة الحركة والنشاط مما يترتب عليه زيادة في الوزن، أي السمنة، والمضار المترتبة عليها.
وهناك التأثير السلبي على النظر وتزايد نوبات الصداع، إلى جانب حدوث آلام العنق نظرًا لوضعية الرأس لمشاهدة الجهاز المحمول بسهولة.
أما عن التأثير تجاه الحياة الأسرية، فقد يؤدي الإفراط في استعمال الأجهزة الإلكترونية إلى تقليل فرص التفاعل مع أفراد الأسرة مما قد يؤثر على تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية.
وهنا تأتي مسؤولية الآباء بمراقبة نوعية الألعاب التي ينفرد بها الطفل، وكذلك تحديد الوقت المسموح به، والمناسب حتى يسيطر الأهل على المحتوى التعليمي، ولا ننسى دور الأهل في تشجيع الأطفال على المشاركة في أنشطة بدنية واجتماعية مثل: الرياضة والقراءة والأنشطة الفنية مما يساعد على تحقيق توازن بين الأنشطة الإلكترونية والأنشطة البدنية والاجتماعية.