بريدة - خاص بـ«الجزيرة»:
دعت رسالة علمية الباحثين ببحث المسائل التي تبيِّن مسؤولية كل فرد في المجتمع أباً أو أمّاً أو ولداً أو زوجاً أو زوجةً أو مديراً أو موظفاً، حتى يعرف كل فرد ما له من حقوق وما عليه من واجبات، وأوصت الدراسة المعلمين والمربين بالحرص على تذكير من تحت أيديهم بمكانة الأب في الإسلام وتوضيح حقوقهم على أولادهم في الوقت الذي تهيمن فيه المنظمات النسوية على المجتمع المسلم وتقوّض من سلطة الآباء على أولادهم.
وأظهرت نتائج الرسالة العلمية المعنونة بـ: «الأحكام الفقهية المترتبة عن الأبوة في العبادات.. دراسة فقهية مقارنة» للباحثة رغد بنت محمد المحيميد، وحصلت على درجة الماجستير في الفقه المقارن بجامعة القصيم،
أظهرت نتائج الدراسة العلمية جمع الأحكام الفقهية المترتبة على الأُبُوَّةِ في العبادات، لبيان مكانة الأب في الإسلام، والتي لا تقل أهمية عن مكانة الأم، وبيان ما للأب من أحكام فقهية خاصة في العبادات تعينه على القيام بمسؤولياته على أكمل وجه، وقد اقتصرت الدراسة في هذا البحث على الأحكام الفقهية المتعلقة بالأب فقط، دون التطرق إلى أحكام الجد ونحوه.
وقد سلكتُ الباحثة ثلاثة مناهج، وهي: المنهج الاستقرائي، والمنهج الوصفي، والمنهج التحليلي، حيث قامت باستقراء وتتبّع الأحكام الفقهية المترتبة على الأُبُوَّةِ في العبادات، ووصفها، متْبِعةً ذلك بدراسة فقهية مقارنة للمسألة، مع استعراض آراء العلماء فيها، وسبب اختلافهم -إن وجد-، ثم الترجيح.
وقامت الباحثة رغد المحيميد بدراسة أكثر من خمسين مسألة، مترتبة على رابطة الأُبُوَّةِ في العبادات، وتبيّن لها: أن أحكام الأُبُوَّةِ لها علاقة وطيدة بأحكام البُنُوّة؛ لأنه لا يمكن تصور الأب من دون الولد.
وقد اشتملت هذه الرسالة على: مقدَّمةٍ، وتمهيدٍ؛ تم فيها: تعريف الأُبُوَّةِ، وبيان مكانة الأب في الإسلام، وسلطته على أولاده، ثم خمسةِ فصول رئيسية، تحت كلِّ واحد منها عدد من المباحث؛ احتوى الفصل الأول على: المسائل الفقهية المترتبة على رابطة الأبوة في بابي الطهارة والصلاة، وقد قسَّمته إلى خمسة مباحث: في حكم تعليم الأب أولاده الطهارة والصلاة، وحكم ضرب الأولاد على ترك الصلاة، وحكم إجابة نداء الأب في الصلاة، وغيرها. والفصل الثاني: تناول المسائل الفقهية المترتبة على رابطة الأُبُوَّةِ في باب الزكاة، وقسَّمته إلى سبعة مباحث: في حكم تولّي الأب إخراج زكاة مال ولده، وحكم إعطاء الأب زكاته لولده، وحكم دفعها للأب، وغيرها، ثم الفصل الثالث: تناولت فيه المسائل الفقهية المترتبة على رابطة الأُبُوَّةِ في بابي الصوم والاعتكاف، وقسَّمته إلى ثلاثة مباحث: مبحث في حكم أمر الأب صبيّه المميز بالصيام، وحكم قضاء الصوم، والاعتكاف المنذور عن الأب، ثم الفصل الرابع: في المسائل الفقهية المترتبة على رابطة الأُبُوَّةِ في بابي الحج والجهاد، وقسَّمته إلى ثلاثة عشر مبحثاً؛ مبحث في حكم قضاء العمرة والحج عن الأب المتوفى، والحج بالأب، وحكم استئذان الأب في أداء الحج، وهل يتعين على الابن الحج ببذل الأب له نفقة الحج؟ وغيرها، ثم الفصل الخامس: في مسائل متفرِّقة مترتبة على رابطة الأُبُوَّةِ في العبادات، وقسَّمته إلى خمسة مباحث؛ مبحث في حكم إيثار الأب بالقرب، وولاية الأب على الإناث من الأولاد في العبادات، وغيرها، ثم الخاتمة، التي شملت أهمَّ النتائج والتوصيات، أتبعتها بالفهارس الفنية المتعارف عليها.