الرياض - «الجزيرة»:
صدر مؤخراً كتاب يحمل عنوان: «وليُّ المؤمنين وأميرهم الشهيد علي بن أبي طالب رضي الله عنه» للأستاذ الدكتور/ عبدالعزيز بن إبراهيم العُمري أستاذ التاريخ والدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض (سابقًا)، ويقع في (440) صفحة.
ويعدُّ هذا الكتاب الرابع في سلسلة يسرها اللَّه للمؤلف عن خلفاء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الراشدين. سبقه كتاب عن أبي بكر الصديق ،رضي الله عنه، وكتاب عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وكتاب عن عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ فهو رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة صهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ابنته فاطمة رضي الله عنها وابن عمه، عاش معه في بيته صلى الله عليه وسلم، وصاحبه وجاوره وجاهد معه، والد الحسن والحسين رضي الله عنهما سبطي رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
ويؤكد الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم بن سليمان العُمري أن البحث في شخصية علي رضي الله عنه وأعماله وأحداث عصره موضوع يحتاج إلى دقة ومعرفة بالحوادث وتمييزها، وتتبع الصدق فيها بروايات صحيحة وهذا ما حاوله.
تناول الكتاب نسب علي بن أبي طالب وولادته ونشأته واستجابته رضي الله عنه للرسول -صلى الله عليه وسلم- في أول دعوته، وصار جنديه الأول في مغازيه وجهاده، عرف بصدقه وشجاعته وكرمه ومروءته، محل محبة وثقة النبي - صلى الله عليه وسلم، أمر - صلى الله عليه وسلم الأمة بمحبته وموالاته، استخلفه على أهله في غزوة تبوك، وتولى غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم، وتجهيزه عند وفاته، بايع من بعده للخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فكان لهم نعم المعين والقاضي والقائد، أُبتلي بالخلافة من بعد عثمان رضي الله عنه، فحملها بكل أمانة وصدق وإخلاص، تعرض لابتلاءات شارك فيها قتلة عثمان رضي الله عنه، ومنها صفين والجمل والنهروان، كان عادلاً منصفًا محقًا حتى مع من خالفه، الحق يدور معه رضي الله عنه حيث دار، أرهقوه وفي النهاية قتلوه، فمات في الكوفة شهيدًا ثابتًا صابرًا رضي الله عنه على يد من قتل عثمان بن عفان قبله وابنه الحسين رضي الله عنهما بعد ذلك، و تناول الكتاب فضله رضي الله عنه وجهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وحادثة غدير خُمَّ ومصاهرته رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وجهاده وشجاعته وكتابته رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقاته وأوقافه وعلمه وحكمته رضي الله عنه، كما تناول الكتاب علاقة علي رضي الله عنه بالصحابة رضي الله عنهم ومصاهرته لهم، وحياته في عصر الراشدين رضي الله عنهم وبيعته رضي الله عنه بالخلافة.
وتناول الكتاب القضاء في عهده رضي الله عنه وتنظيم وإدارة البلدان والفتوح في عصره رضي الله عنه، كما تناول زوجاته وبنوه وبناته رضي الله عنهم، والخلافة من بعده ونظرة الأمة له.
والكتاب فيه رد على الغلاة الذين أخرجوا علي رضي الله عنه عن بشريته وأشركوا فيه من دون الله وأوصلوه لمقام الألوهية، ولمن جفاه ونصر الخوارج والبغاة عليه ولو بالرأي والفكر وجعل فعلهم خيرًا من فعله.
أحب أهل الإسلام عليا رضي الله عنه وقدروه وفضلوه على من بغى عليه وثبت صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في حسن ختامه وشهادته في سبيل الله داعيًا ومصليًا رضي الله عنه وأرضاه.
جدير بالذكر، أن مؤلفات الأستاذ الدكتور عبدالعزيز العُمري بلغت ستين كتاباً، دون الترجمات، وتكون مع الترجمات المطبوعة تتجاوز المائة.