وكُلُّ أَخٍ مُفَارِقُهُ أخوهُ
لَعَمرُ أَبيكَ إِلّا الفَرقَدانِ
الإنسان حينما يهم بالكتابة عن راحلٍ عزيز، فإن قلمه يحتار كيف يجري، كأمثال زميل الدراسة بكلية اللغة العربية بالرياض الأستاذ الفاضل عبدالرحمن بن حماد بن سليمان الحماد، الذي أرقلت به يد المنون مسرعة يوم الأحد 21-6-1446هـ، وتمت الصلاة عليه بعد صلاة العصر في جامع المهيني شمال الرياض ثم وُورِيَ جثمانه الطاهر في مقبرة الشمال.
ولقد كانت ولادته في مدينة شقراء عام 1353هـ، ونشأ وترعرع بين أحضان والديه هُناك، وقد درس في مدرسة شقراء، ثم التحق بالمعاهد العلمية بالرياض إلى أن نال الشهادة الثانوية منها، وبعد ذلك التحق بكلية اللغة العربية وتخرج فيها عام 1378هـ، وبعد ذلك عُين معلماً، ثم مساعداً لمدير معهد المجمعة العلمي في عام 1379هـ، ثم انتقل إلى الرياض مُساعداً لمدير معهد الرياض العلمي عام 1380هـ بعد ذلك عُين مفتشاً بالمعاهد العلمية وذلك عام 1383هـ، ثم تحول للعمل الإداري حيث انتقل لإمارة منطقة الرياض مديراً لشؤون الموظفين، ثم وكيلاً لإمارة منطقة الرياض المساعد لشؤون الحقوق، وذلك عام 1414هـ ثم بعد ذلك تم ترقيته على مرتبة مستشار على المرتبة الخامسة عشرة إلى أن تقاعد حميدةٌ أيامه ولياليه.
وبالإضافة لعمله، فقد كان عضواً في مجلس إدارة صندوق البواريد الخيري، وكان -رحمه الله- باراً بوالديه واصلاً لرحمه ولزملائه، كريماً شهماً محباً للخير، والعطف على المساكين والمحتاجين.
ستلقى الذي قدمت للنفس محضرا
فأنت بما تأتي من الخير أسعدُ
ولنا مع الفقيد الكثير من الذكريات أيام الدراسة حيث تخرجنا سوياً في كلية اللغة العربية 1378هـ الدفعة الثانية، وامتد التواصل بعد التخرج والعمل، ومع أخيه الشيخ عبدالله والشيخ سليمان (رحمه الله) الذي أصبح فيما بعد جد أبناء الابن رائد ابن نجلي الأكبر محمد. وكانت تجمعنا بالشيخ سليمان بعض اللقاءات خاصة بوجود زميله أيام الدراسة بكلية الشريعة الشيخ مشعل بن عبدالرحمن المشعل خال أبنائي، حيث كان سكنهم بجوار بوابة آل سويلم.
ولئن غاب - أبو فهد - عن نواظرنا وأبعد فإن ذكره الطيب باقياً وماثلاً في مخيلتي وبين جوانحي مدى العمر، والعزاء في ذلك أن ترك ذرية صالحة وذكراً حسناً:
وأَحسَنُ الحالاتِ حالُ امرِئٍ
تَطيبُ بَعدَ المَوتِ أَخبارُهُ
يَفنى وَيَبقى ذِكرُهُ بَعده
إِذا خَلَت مِن شَخصِهِ دارُهُ
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وألهم أخويه عبدالله وعبدالعزيز وأبناءه وبناته وعقيلتيه وكافة أسرة الحماد ومحبيه الصبر والسلوان.
طوتك (أبا فهد) أيام طوت أمما
كانوا فبانوا وفي الماضين مُعتبرُ
** **
- عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف