الكويت - خاص بـ«الجزيرة»:
قالت الدكتورة سارة بنت ملتع القحطاني أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الكويت: لما كان الشرع يقصد استقرار الحياة الأسرية بعد قيامها على الوضوح والرضا عند العقد، فقد عدَّ الشارع التخبيب - وهو كل محاولة لإفساد الحياة الزوجية - من كبائر الذنوب، إذ هو من جنس عمل الشياطين والسحرة الذين يفرقون بين المرء وزوجه.
وأشارت د. سارة القحطاني في حديثها لـ»الجزيرة»: إلى أن التخبيب قد يكون بالقول أو الفعل أو حتى بالإيحاء، فلرب نصيحة أدت إلى نزع المودة بين الطرفين، أو مساندة فعلية أدت إلى استفزاز أحد الطرفين فانتهت بالطلاق، أو إيحاء أدى إلى تشكيك أحد الزوجين بالآخر بما أفسد العلاقة بينهما بالشقاق والطلاق، بل لم يعد مستغرباً أن يكون التخبيب صادراً من مكاتب محاماة تحرض المرأة على رفع قضايا ضد الزوج لأهون أمر، أو مكاتب استشارات نفسية وأسرية تحرض على هدم العلاقات الزوجية لأتفه الأسباب، ومما لا ينتبه إليه أن التخبيب قد يصدر من الأهل أيضاً - ولو من دون قصد الإفساد -، فرب نقد والدة زوج لزوجته أدت إلى الطلاق، أو دلال والد لابنته في وجه زوجها أنهت ما بينهما من عشرة وطالت أولادهما بالسوء، مشددة على أنه لا ينبغي الاستهانة بأي أمر قد يمس العلاقة الزوجية بين طرفين بالسوء، وأن من إحكام الشارع في سد باب التخبيب أن وجّه الزوجين ابتداء لعدم إفشاء حياتهما الخاصة لغيرهما إلا بضوابط أهمها: الحاجة لطلب النصح، وطلب النصح من أهله المؤتمنين.