|
خادم الحرمين: زادك الله محبة لشعبك..وزادهم وفاء وولاء لك
م. صالح بن محمد علي بطيش*
|
بمناسبة مرور عشرين عاما على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في بلادنا العزيزة، من واجبنا بهذه المناسبة الغالية على قلوب الجميع التعبير عن مشاعر الوفاء والولاء والتقدير والعرفان لصاحب الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فيما تعيشه المملكة من رفاهية ورغد عيش ولمن قدم لنا الكثير الذي لا يعد ولا يحصى.
في كل عام نحتفل بهذه المناسبة ونفتخر ونزهو بما تعيشه المملكة من انجازات حققت للمجتمع طفرة اقتصادية وأخذت بأسباب التطور وشكلت نقطة تحول ومنعطفا تاريخيا وحضاريا في نهضة وتنمية المملكة، حيث تسارعت عملية التنمية وتغيرت نوعيتها، واتجهت بخطى أسرع وبضوابط علمية وبرامج مدروسة هيأت للمواطنين حياة كريمة، وحققت للمملكة قفزات تنموية خلال فترة قصيرة، مستفيدة من الموارد الطبيعية التي حباها الله وتزخر بها أرض المملكة.
منذ ان اشرق عهد خادم الحرمين الشريفين، تواصل البناء وعم الازدهار والرخاء على هذه البلاد، في عهده حفظه الله بلغت النهضة الشاملة ذروتها وغدت طفرة تنموية ظاهرة فريدة يتحدث عنها العالم بكثير من الدهشة والإعجاب واصبحت البلاد ورشة عمل، استطاع ان يبني اقتصاداً قوياً، لقد كان الإنجاز كبيرا والتحدي صعباً، ولكن اثبت المواطن انه في مستوى هذا التحدي ولديه قدرة فائقة على استيعاب خطط وطموحات القيادة.
عاشت المملكة وتعيش في تطور وازدهار ونهضة، ان النمو المطرد والتقدم المستمر لبرهان على الخطوات الجادة والآراء الحكيمة والسديدة التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين، الجميع يعرف ويدرك مدى ما بذله ويبذله رعاه الله من جهد لبناء الوطن، لا يكتفي بإصدار القرارات ولكن يحرص على المتابعة المستمرة ومناقشة المختصين من المهندسين والمقاولين ومراجعة المخططات وبرامج التنفيذ ويبدي ملاحظاته ويطلب التعديلات ويوجه باختصار الجدول الزمني لتنفيذ المشروع الذي ينظر بموضوعية إلى حجم الإنجازات التي تحققت خلال العقدين الماضيين، يرى ان المملكة خلال العشرين عاما التي مضت منذ تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في بلادنا، شهدت نقلة حضارية تتسابق فيها المملكة مع الزمن في كافة المجالات، قد غيرت معالم البلاد على كل الاصعدة، ما نشاهده ونعيشه من إنجازات ونهضة شاملة عمت المملكة وغطت جميع المجالات، إذا اراد المرء أن يحصي إنجازات خادم الحرمين الشريفين، لا يستطيع إلى ذلك سبيلا، لقد تم صرف مبالغ ضخمة خلال سنوات التنمية وتم استثمار موارد البلاد وأنفقت ثرواتها التي أفاء الله بها عليها في الداخل لتطوير وبناء المملكة وبناء دولة عصرية واقتصاد قوي بسرعة غير مسبوقة وفي زمن قياسي، حين يذكر اسم الملك فهد يقترن بالعديد من الانجازات التي تحققت للمملكة تعجز الأرقام والإحصاءات عن بيان انعكاسات ما شهدته وتشهده المملكة من تحولات اقتصادية انعكست على الاقتصاد الوطني وعلى مستوى معيشة المواطن.
خادم الحرمين الشريفين مسكون بشعبه، ومفتون بطبعه بالتنمية والتطوير والتحديث والبناء، لم يكن له من هم غير هم البناء والتطوير، بنى المملكة لبنة فلبنة، قام يحفظه الله بتطوير النظام الأساسي للحكم، ونظام مجلس الوزراء، ونظام المناطق ومجالس المناطق، ونظام مجلس الشورى، كما شهد الاقتصاد الوطني في عهده الميمون سلسلة من الإصلاحات وإنشاء المجالس والهيئات الاقتصادية للتكيف مع التطورات والقفزات التي شهدتها المملكة وتحسين أداء الاقتصاد وتحريره من الاعتماد على النفط وتهيئته لانفتاحه على اقتصاديات العالم، وإيجاد بيئة استثمار جاذبة للمستثمر الأجنبي وتشجع عودة رؤوس الاموال الوطنية المستثمرة في الخارج.
يتمتع حفظه الله بخبرة وتجربة إدارية ثرية وطويلة في إدارة التنمية فضلا عن امكاناته الفطرية من فكر مستنير وعقلية منفتحة ووعي تجاوز به عصره وعزم صادق وهمة عالية وطموح لا حدود له حيث كانت له إسهامات ومشاركة في إدارة البلاد منذ ان تولى وزارة المعارف حيث كان اول وزير للمعارف ثم تولى وزارة الداخلية. بعد ذلك اصبح وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء إلى ان بويع ملكا على البلاد منذ عشرين سنة.
أدرك رعاه الله ان تحقيق طموحات التنمية لا يتم إلا من خلال الإنسان المؤهل بالتعليم، فركز جهوده المبكرة على بناء المواطن وتعليمه وتأهيله، يعمل في ثبات وحرص، يخطط وينفذ.. يتابع ويتخذ القرارات الجريئة.
في هذه المناسبة يعجز القلم عن التعبير عما نحمله تجاه هذا القائد، فما تحقق من مكاسب حضارية للوطن خلال سنوات توليه مقاليد الحكم يجعلنا نشعر بالفخر ونتباهى به، كل مواطن يحمل في وجدانه كل الحب والتقدير لهذا القائد، فكل ما نشاهده ونعيشه من تطور ونهضة ورعاية يرجع الفضل فيه لله سبحانه وتعالى ثم لحرص خادم الحرمين الشريفين.
اكتسب يحفظه الله محبة وتقدير شعبه لما قام ويقوم به من اعمال جليلة وجهود متواصلة، راعي نهضة مباركة ومعني بشؤون شعبه.
عندما نقرأ ونسمع أقوال خادم الحرمين الشريفين نلمس تواضعه ومحبته لشعبه وحرصه على خدمتهم، عندما تولى مقاليد الحكم في المملكة في 21 شعبان 1402ه قال يحفظه الله مخاطبا شعبه (اشعر بعظم المسؤولية، وبثقل الأمانة التي شاء الله ان أحملها راجيا منه ان يعينني عليها، وإنني أعاهدكم بأن أكرس كل جهدي ووقتي من أجل العمل على راحتكم، وعلى توفير الأمن والاستقرار لهذا البلد العزيز، وأن أكون أباً لصغيركم، وأخاً لكبيركم، فما أنا إلا واحد منكم يؤلمني ما يؤلمكم، ويسرني ما يسركم).
نشهد أنك من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، قد وفيت بالعهد وأخلصت النية في القول والعمل وأديت الأمانة ونصحت للامة، جزاك الله خيراً جزاء ما قدمت لشعبك، وجعل ذلك في موازين حسناتك، ونحمد الله ونشكره أن ولى علينا خيارنا، حاكما مؤمناً بالله ومحبا لشعبه، ويكفيه فخرا زهده عن كل القاب الجلالة والملك وتمسكه بلقب خادم الحرمين الشريفين ورعايته للحرمين الشريفين وما اختياره لهذا اللقب إلا دلالة واضحة على زهده وحرصه واهتمامه بالحرمين الشريفين.
زادك الله محبة وحرصا على شعبك، وزادهم حباً ووفاءً وولاءً والتفافاً حولك.
* المؤسسة العامة لتحلية المياه
|
|
|