قبل 56 عاماً وبالتحديد في منتصف عام 1374هـ- 1955م وعند انعقاد اجتماع اللجنة الثقافية بجامعة الدول العربية في دورتها التاسعة بمدينة جدة في الفترة من 21 إلى 6-1-7-1374هـ الموافق 15 إلى 25-1-1955م برئاسة الدكتور طه حسين.
وبعد نهاية أعمال اللجنة، قام أعضاء الوفود بزيارة للمدينة المنورة، وضمن برنامج الزيارة حضور حفل خطابي بالمعهد العلمي، وضمن فقراته قصيدة للطالب أحمد بن محمد الضبيب -معالي مدير جامعة الملك سعود وأمين عام جائزة الملك فيصل العالمية وعضو مجلس الشورى فيما بعد.
وبمناسبة إصدار النادي الأدبي بالرياض لكتابي (طه حسين في المملكة العربية السعودية) هذا العام فقد طلبت من معاليه نص القصيدة لتضاف للكتاب، فتكرم مشكوراً بتزويدي بها. وبعد صدور الكتاب اتضح أن في بعض أبيات القصيدة أخطاء وغير مقصودة فطلبت منه تصوبيها فكانت كالتالي:
أقبل السعد بركبك
وانتشى القوم بقربك
يا عميد الفكر في العر
ب ويا أستاذ عصرك
إنها أمنية النشء
وقد تمت بفضلك
حين أقبلت علينا
والهدى بملأ نفسك
يا لها من ذكرى ستبقى
حلوة الجرس كذكرك
يا عميد الأدب الحي
ألا سُقينا لفنك
إن يكن ما قلت سحرا
فلقد همنا بسحرك
أو يكن ما قلت (حقا)
فهو يا دكتور (وعدك)
إنما تاريخك الفذ
ليحكي حسن صنعك
أنت جددت وجاهد
ت لخير العلم وحدك
وتحدثت عن العر
ب وعن آمال قومك
فاستدار الغرب للشر
ق وأصغى نحو صوتك
نحن أبناؤك يا دكتو
ر بل أبناء فنك
قد قضينا أجمل الأيا
م مع (أيام) عمرك
وقطفنا أجمل (الأل
وان) من بستان زهرك
فعقدنا راية الحب
وسرنا خلف ركبك
وتخذناك لنا القد
وة كي ننحوَ نحوك
عبقري الشرق هل نملك
جميعا غير شكرك؟
إنما إكليلنا الشكر
ولن يوفي بحقك
أنت فوق الشكر والمد
ح ولن نوفي قدرك
فلتعش للعرب ذخراً
وأطال الله عمرك
الطالب: أحمد بن محمد الضبيب
والمناسبة فلعلي أذكر موقفاً حصل لي مع الدكتور الضبيب قبل سبع سنوات إذ كنت أنشر في بعض الصحف مطالعات ومعلومات عن صحافة الأفراد أو الصحافة المبكرة في المملكة، وبعيد صدور كتابي الأول عنها: البدايات الصحفية في المملكة 1- المنطقة الشرقية عام 1423هـ. قابلته بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وقد رحب بي وعرَّفني على من معه بمؤرخ الصحافة السعودية، وقد استكثرت منه هذه الصفة. وقد تكون شجعتني ودفعتني للمزيد من استقصاء واستعراض كل ما صدر من صحف أو مجلات في مناطق المملكة أو خارجها حتى صدور نظام المؤسسات الصحفية منتصف عام 1383هـ- 1963م، وقد صدر لي حتى الآن مجموعة من الكتب كلها تتعلق بتلك الفترة وهي حسب
التالي:
1- البدايات الصحفية في المملكة. 1- المنطقة الشرقية 1423هـ.
2- سليمان بن صالح الدخيل صحفياً من إصدار النادي الأدبي بالرياض 1425هـ.
3- بدايات الطباعة والصحافة في المملكة من إصدار دار العمير بجدة 1425هـ.
4- الأسماء المستعارة للكتاب السعوديين من إصدار نادي أبها الأدبي 1425هـ.
5- الفكر والرقيب 1426هـ.
6- صحيفة أم القرى نبذة تاريخية موجزة من إصدار دارة الملك عبدالعزيز 1426هـ.
7- البدايات الصحفية في المملكة. 2- المنطقة الوسطى من إصدار مركز حمد الجاسر الثقافي 1426هـ.
8- البدايات الصحفية في المملكة 3- المنطقة الغربية من إصدار نادي مكة الأدبي الثقافي 1427هـ.
9- تراجم رؤساء تحرير الصحف في المملكة من إصدار مكتبة الملك عبدالعزيز العامة 1428هـ.
10- نماذج من صحافة أبناء الجزيرة العربية في الخارج من إصدار مركز حمد الجاسر الثقافي 1430هـ.
وغيرها من كتب أخرى لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالصحافة مثل: أحمد السباعي شيخ الصحافة المكية، وعبدالكريم الجهيمان عطاء لا ينضب ومعركة الشعر المنثور في الصحافة السعودية وهذه ثلاثة كتيبات صدرت لي ضمن إصدارات المجلة العربية بالرياض.
إضافة إلى كتب أخرى تنتظر الصدور مثل: محمد صالح نصيف وريادته الصحفية، والكتاب السعوديون في مجلة صوت البحرين، والدعوة المبكرة لتعليم المرأة، وبداياتهم مع الكتابة، وغيرها.
أقول إن الكلمة التشجيعية من معالي الدكتور أحمد الضبيب كان لها فعلها فقد حفزتني على المزيد من البحث والتأليف، وبعد هذه الحصيلة وهذه السنوات أقول لأبي عمر.. هل أصبحت عند حسن ظنك بي؟ وهل حققت ما أستحق عليه ما وصفتني به فعلاً؟. أرجو ذلك!