ناصية الحرف وتوظيفه «فن» قد لا يملكه إلا فئة حتى لو كثر من يُمسك القلم ويطرق الأسطر طرقاً....

ويتجلى ذلك في الغالب عندما نطَلع على زوايا وأعمدة الصحف والمجلات والتي تُعنى بكتابة المقال ابتداء من عنوان المقال والذي يعتبر وحده فن يجيده بقوة بعض كُتاب المقالة انتقاء عناوين موحية بواقعية لمحتوى المقال وجاذبة للقارئ دون مبالغة أو بعداً عن موضوع المقال...

وانتهاء بالمحتوى والمتميز في الغالب بملامسة هموم المجتمع أو مشاعر أفراده وينفرد قلة من الكُتاب بفن إدارة محتوى وأسلوب المقال مما؛ يجعلك تبدأ قراءة المقال ولا تستطيع له فكاكاً حتى تصل إلى النقطة الأخيرة.

وتعود قوة الجذب تلك إلى قدرة كاتب المقال على استخدام أسلوب جاذب بسيط بعيدا عن التعقيد والتركيز على الفكرة الأساسية لموضوع المقال دون الدخول في فروع تُضيع القارئ وتشتت تركيزه فلا يصل إلى اللب أو توصله إلى فكرة مبتورة غير مكتملة.

ومن فنون إدارة المقال ما يجعل لبعض المقالات دوراً قوياً في تسييس فئة من المجتمع هم موضوع المقال وأحياناً تجييش المجتمع تجاه ظاهرة سلبية وتحريك راكد وأحياناً يتجاوز دور المقال في اقتراح حلول منطقية واقعية وهنا يصبح المقال أشبة ببوصلة توجه اتجاهات المجتمع... والوصول في النهاية إلى جعل فئة عالية تؤمن بفكرة المقال ومعها توجيه الرأي العام...

إذا كتابة المقال هدف وتخطيط وقدرة على التنفيذ وأسلوب مبدع يصوغ ذلك كله.. والحق قليلاً فاعله...