المؤلف: سنان أنطون
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2010
الصفحات: (280) صفحة من القطع المتوسط
هذه هي الرواية الثانية للروائي والشاعر العراقي سنان أنطون، أصدر مجموعتين شعريتين ورواية « إعجام « ترجمت إلى الإنكليزية والألمانية والنروجية والإيطالية والبرتغالية.
من اجواء الرواية: « لا يكتفي الموت مني في اليقظة، ويصر على أن يلاحقني حتى في منامي. ألا يكفي أنني أكد طوال النهار معتنياً بضيوفه الأبديين وبتحضيرهم للنوم في أحضانه؟ هل يعاقبني لأنني ظننت أنني كنت قادرًا على الهرب من براثنه؟ لو كان أبي حياً لسخر مني ومن أفكاري وما كان سيسميه دلعاً لا يليق بالرجال. ألم يغمض هو عقوداً طويلة في مهنته يوماً بعد يوم دون أن يشتكي مرة من الموت؟ ولكن الموت في تلك السنين كان مقلاً وخفراً بالمقارنة مع موت هذه الأيام الذي أدمن علينا حتى كأن هوساً قد أصابه. لكن قد يكون البشر - والرجال بالذات طبعاً - هم الذين أدمنوه حتى تسنى لهم أن ينادموه بلا رقيب ليل نهار ! أكاد أسمع الموت يقول: أنا أنا، لم أتغير أبداً. لست إلا ساعي بريد. إذا كان الموت ساعي بريد فأنا واحد من الذين يتسلمون طوابع الموت ويجففها ويعطرها متمتماً بما لا يؤمن به تماماً ثم يلفها بعناية بالأبيض كي تصل بسلام إلى قارئها الأخير: القبر».