غرد، وحلق على الأرجاء.. يا رجل
من قال: إنك للسبعين تنتقل؟!
أنت الشباب، الذي تجري جداوله
في واحة الشعر، حفّت دربك القبل!
دع عنك (سبعين) حولاً، أينعت حِكماً
مستشرفاً باسماً يحدو بك الأمل!
(سبعون) عاماً.. لها سطّرت قافية
لامية.. غازلت أبياتها المقل!
(سبعون) مرت.. وفي (الأحساء) بذرتها
حي النعائل، يرويها لمن سألوا!
زفتك بالحب (للبحرين) مرتمياً
في حضنها.. حيث كان الدفء يشتعل!
بعد الدراسة فيها.. همت مبتعثاً
في رحلة.. لم تزل تشدو، وتحتفل
وكنت في (نجد) أستاذاً بجامعة
رفيق دربك فيها الجد والعمل
أفق الوزارة.. قد شعت كواكبها
نادتك.. تخطب وداً، أيها البطل!
و(لندن) لم تزل.. تهفو سفارتها
وفي معاليك، أمست تحتفي المثل!
سبعت عشراً، وقد طرزتها ذهباً
بسيرة.. هام تحديقاً بها زحل!!
(غازي القصيبي) لك العمر المديد، صفا
ذكراً جميلاً، وفيه يضرب المثل!
إنا فديناك بالأرواح غالية
على ابن آدم.. مكتوب له الأجل!
مهلاً.. نديمي (أبا يارا) فأنت لها
أنت الشباب، ومنه يشرد الوجل!
وأنت ما زلت في (السبعين) تعزفها
صوتاً شجياً، تغني لحنه الدول!
يا من هميت من الأبيات أعذبها
صدقاً.. وفيها تجلى منطق جزل
أبكيتني.. حينما مولت قافية
فيها تودع خلانا، وتبتهل!
سطرت مرثية.. أنباؤها سبحت
والكون يصغي.. لمن عاثت به العلل!!
هام (العويّد) بالأبيات.. منفعلاً
فهل تلومون خلاً، حين ينفعل؟!
عبد الله ولد ناصر بن علي آل عويد