يستشهد بعض النحويين في باب التوكيد لتوكيد الحرف بتكراره، قال الأشموني (شرح الأشموني على ألفية ابن مالك،1 : 205) «أما الحروف الجوابية فيجوز أن تؤكد بإعادة اللفظ من غير اتصالها بشيء لأنها لصحة الاستغناء بها عن ذكر المجاب به هي كالمستقل بالدلالة على معناه، فتقول نعم نعم، وبلى بلى، ولا لا.» وجعل منه قول جميل بن معمر:
«إنَّ كلَّ ما فعلته في حياتي هو أنْ طرحتُ بعض الأسئلة!»...
وما نفعله دائماً هو أن نطرح بعض الأسئلة منذ طفولتنا، لكنّ هناك من يحرّم السؤال، سواء على الأطفال أو الكبار، باسم العيب، والحرام، والتراث، والسَّلَف والخَلَف.. إلخ. ولا يمكن لثقافةٍ كهذه أن تقوم لها قائمة وهي تقمع غريزة السؤال في الإنسان، ناهيك عن أن تتقدّم؛
...>>>...
أستأذنكم بعد هذه السياحة المختصرة والمبسترة بالضرورة حول كتب «المذكرات السياسية» و»السير الذاتية»، التي أردتها مقدمة لهذا الحديث تليق بمقام لقائكم.. من جانب، وأرادها وعيي الباطني من الجانب الآخر - مذ قبلت دعوة معرض الكتاب للحديث عن تجربتي في كتابة السيرة الذاتية - محطة ألتقط فيها أنفاسي من حرج الحديث - للمرة الخامسة - عن نفسي أو سيرتي.. وتجربة كتابتها.
لا يمكننا إحصاء عدد الشعراء الذين عاشوا الغربة بمختلف أشكالها وعذاباتها، غربة الروح، وغربة المكان، وغربة المنفى اختيارياً كان أم إجباريّاً، وكذلك غربة السجن..
ولعله قدر المبدع أن يكون غريباً في كل الأحوال.
فهذا هو المتنبي الغريب في تعاليه، والغريب في مراميه يقول:
* بين باريس المدينة وسبتمبر المناخ موعد مع العشق لا ينقطع، ولا سيتقدم أو يستأخر! تحبه باريس ويحبها، وتلبس لاستقباله حللاً من الفتنة المعروفة وغير المألوفة، وتتسربل أشجارها وساحاتها وطرقاتها.. بغلالات من عطور الفرح.. احتفاءً بمقدم سبتمبر.
****
* وقد كتبت مرة (مقطوعة نثرية) أنادم فيها بارسي، وأشاركها الفرح بخليلها الأثير سبتمبر، مستعيراً بذلك
...>>>...
تبدأ مقدمات الروايات العربية التي تروي عن فضاء سعودي، بصور متشابهة، تعلن الاختلاف بين الذات والمكان الذي تفد عليه، وتدلل بمعان مختلفة ومن زاوية تشبه المفاجأة، على قسوته تجاهها، وموقعه في دائرة من الصفات المضادة لها وأحياناً العدائية. والمقدمة هكذا تخلق حافزاً لتبرير السرد الذي يصبح سرداً نوعياً من حيث قيامُهُ على رحلة البطل، والرحلة تقتضي
...>>>...
الله يجازيك بالخير يا أخ علي بن خالد فقد فتحت شهيتي لكتابة (اليوميات) التي كدت أنساها وجعلتني أحمل قلمي معي في كل مكان لأدون كل شاردة وواردة حتى رسالتك الشفوية التي تؤكد صلتنا القوية التي تربطنا مواطنة وزمالة في هم الكلمة الصادقة وهي الصلة الباقية في هذه الحياة، أما ما عداها فهو ذاهب.!
السبت:
لقد ذكرتني بيوميات الصحف في أيام قد مضت كنا نشارك
...>>>...
هكذا تبدو الذات في علاقتها بالعالم المنعكس في الكتابة مجرد نتيجة لغتها كما أشرت في المقالة السابقة. ومن هنا تظهر أهمية وقوف مالارميه أمام العالم متسائلاً كأنه أمام نص أو صفحة مكتوبة، وليس كأنه أمام مشهد يقول ذاته دفعة واحدة. فرق بين ما يُقال وما يمكن أن يُقرأ مكتوبًا. ومن هنا كان سؤاله (أنا أكتب إذًا أنا أفكر من أكون) حيث الكوجيتو الوجودي هنا متلازمة الفكر والكتابة: أن تفكر يعني أن تكتب، وأن تكتب
...>>>...
أستدعي عفوا مقولة محمد عابد الجابري التي تشير إلى أن أي خطاب ضد تسييس الدين لا بد أن ينطوي على خطاب لتسييس الدين. وهذا الاستدعاء يبرز في وعيي الثقافي مع كل نص ديني تتناوله تأويلات ليبرالية تهدف إلى الاستحواذ على دلالاته ومخرجاته ومن بينها كتاب (جواز صلاة الرجل في بيته) للكاتب خالد الغنامي الذي استغرق منه الكثير من الجهد والوقت ليلملم الأدلة من
...>>>...
إنَّ هذا التركيب الشكلي لرواية (نباح) وانتماءها إلى أدب الضالة المنشودة يفرض عليها التعامل مع الآخر؛ ذلك أن خروج البطل من مجتمعه سعياً وراء المبتغى يضعه مباشرة في مواجهة آخرين، ويُدخل إلى النص مفهوم الاغتراب الذي يرتكز عليه مشروع الاعتراض على الآخروية العربية، وهو اغتراب لا يقتصر على البطل في أرض الآخرين، بل يعاني منه الآخرون على أرضه. وربما
...>>>...
مثلث السفر والانتقال من [السعودية إلى العراق ثم العودة إلى السعودية]، لن يشير إلا إلى تجربة اعتيادية للرحلة ما بين نقطة الجذور (الحياتية والثقافية) صوب المحيط، ومن ثم العودة إليها، لكن حين نقرأ في مثلث الرحلة ذاته أسماء هذه المدن (الأحساء- النجف- الدمام)، فإنه لا بد أن يلفت انتباهنا فيه وجود مدينة «النجف» كرأس لسهم الرحلة!
غادرنا معرض الرياض الدولي للكتاب محملين معه بمزيد من الفأل بتجارب أكثر إشراقا.. ونحن عندما نتحدث عن المعرض فإنما نتحدث عن أنفسنا وكل انتقاد -إن وجد- هو موجه منا إلينا.
في هذا المعرض تتكرر بعض الصور السوداء كصورة أقوام يحضرون فيسببون زحاما شديدا ثم يخرجون بأيد خاوية ويثور السؤال: لِمَ أتوا أصلا؟!!
أمم خلفها أمم وزحام شديد وأيد خالية!
وتتكرر أيضا الشكاية من ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه
...>>>...
لا أحد يعرف ما مدى المعاناة التي تثقل كاهل الشاعر السعودي فيصل أكرم، فإنه وفي المجلة الثقافية التي صدرت في العدد (300) وبتاريخ 18-3-1431ه كتب مقالة بعنوان (الصمت القاتل) وفيها حكى قصة انتحار الشاعر اللبناني (خليل حاوي)؛ وأنا لن أوضح ماذا يريد فيصل أن يقوله عبر هذه المقالة، ولن أوضح فيما إذا كان فيصل يعشق أو لا يعشق، ولا إلى أي شيء يلوح..، أنا لن أوضح ذلك؛ لكني سأحاول أن أستنجد بذاكرتي،
...>>>...
أصدق: أفعل هذا وون هذه اللفظة والصدق - قول الشيء على حقيقة، وهو وصف قائم بذات المتكلم لا ينفك عنه إلا ليعود إليه، وعند عامة أهل الحديث هو على أنواع ثلاثة:
1- صدق: الاعتقاد.
2- صدق: القول.
3- صدق: العمل.
وصدق: تكلم حقاً.
ويصدق: قال: الحق على ما هو عليه.
وأصل حروف هذا الوصف ثلاثة الصاد، الدال، القاف، ويتفرع عن ذلك الأفعال الثلاثة.
ونحن عشنا (معرض الرياض الدولي للكتاب) لا بد من هذه الإشارة:
نظر الله إلى الأرض فمقتها أوثان كسروية وقيصرية فقدَّر فجراً جديداً وثقافة وليدة تخلف ذاك الركام الذي أسن فلا بد أن تكون البداية {اقرأ}
كثيرة هي العناوين التي تقول (أمة اقرأ لا تقرأ) لدرجة الابتذال وتكرار الطلب وليس القصد جلد الذات ولا التهوين من أهمية اصطحاب الكتاب لكل حضارة رائدة ولكننا نحتاج الكثير إلى جوار هذا الطلب ونحتاج
...>>>...
الأديب عضو، من الأعضاء الفعالة الإيجابية في كيان المجتمع وصوت معبر عن معاناته وهمومه وطموحاته، آماله وآلامه التي هي معاناة الوطن وهمومه وطموحاته.
ولا بد لهذا العضو والصوت من رعاية وعناية، ودعم لضمان سلامة هذا العضو الفعال، واستمرار أدائه، والارتقاء بطموحاته لكي يتمكن من استثمار نشاطه في خدمة وطنه وأمته، ومجتمعه، ومسؤولية الدعم على عاتق
...>>>...
لم يكن بغريبٍ على (الرياض) أن تحتضن هذا العرس الثقافي الذي تَمَثَّلَ (حُضُوراً) و(تألقاً) في (معرض الرياض الدولي للكتاب) الذي تنظمه (وزارة الثقافة والإعلام)، فقد عودتنا (الرياض) على هذا (الكرنفال الحضاري) في كل عام، فأبدعت وأمتعت، وكانت أيامها (العشرة) (جواهر) ثقافية و(لآلئ) حضارية من (عِقْد) عامها الذي اعتاد أن (يَتَحَلَّى) بها ف(تَتَجَلَّى) به في كل سنة جديدة، فمضت تلك الأيامُ عَجْلى
...>>>...