تأملت السماء.. كان الليل ساجياً والهواء راكدا... وكأن الكون افرِغ في قالب من الجَمال النادر, والقمر فيه من شيم العٌقلاء الشَيء الكثير..! أرسَلتُ بصري على سَجيتهِ يَستَطلع ما وراء الظلام, فإذا بي ارفل بحُلة ضَوء القمر القشيبة، أحب ضوء القمر عندما يكون في ريّق العمر ومُقتبل الشَباب، لعله اعنف حُب عرفته يختلج شعوري, يَنسّلُ الضَوء من بين غَاباَت الجَمال ليُعبّد طريقا لأشباَح تتَطاير
كالبُخَار اللامبالي منتظرة سُخام القدر.في الصَباح وعلى النَقيضُ أرى الشَمسَ كاسِفة الوجه, يعلو وجنتيها كلف من ذرات غبار الكون وكأنهن أميرات الحُسن يرقصن
حول وَجهِهَا السّادر, لا يفنى جبروت إثارتهن، وتفتح أزرار الشمس الذهبية في قلبي المصاريع المغلقة المرتجفة..!! نفسي تصيخ السمع إلى نفسي، وتنثرني كالورد حولها،
تبنيني وتهدمني، تشكلني كالشموع المتساكبة على زجاج الرِّقة, لا أستطيع أن أتخلى عن الحب فهذا ضرب من المحال.
والحياة متى خلت من خلجاته وصفرت من لواعجة تغدو مملة مضجرة يضيق بها ذرعي, وكُلما اشتَقتُ إلى المُحال الجأ إلى بُحيَرة الصَمت الحكيمة, في زمن ثرثرة المشاعر، وأصوات هاتف القلوب، وانكسارات الآهات أرتمي بين أحضان مدفأة الصَمت بكُل طمأنينة طِفل حيوان الكنغر،لأختبئ في جيب الراحة، ليعُم السّلام أطراف قلبي، لأتعلم أسطورة لا تتحقق، لنتكامل كموشّحات شرقية, حتى يخامر قلبينا الاطمئنان، وبين الأنا والانا، والنهار ينفث الظل والشبح، كثيرا ما سخرت من الشبح بين تيه من غرور ووجع, أبني شوامخ جمهورية كلماتي المتآكلة حد الصدأ، إذن لتترمد عيون الأمل، ولتعبس في وجه الزمن .. فليلي طويل كالثعبان..!!
تقول زينب: في عيني الحياة الشابة ثمة ما يشي بأحلام بيضاء، فنتحول إلى نسور نحوم حول أفق عينيها.
ienab_76@hotmail.com
الرياض