هو: لمّا تناهى إليّ نبأ رقادك في المصحّة، حمّلتُ طبيبك الخاص توصيتي المتوسلة بسرقة إكليل من دمك لأجلي.
هي: ويحك! ولم؟
هو: في غضون تعذر بلوغي إياك، ما كان لي من الأمر إلا أن أنال شيئا منك، كيما أحقنه في شراييني السقيمة، فأتألق.
هي: وما بال شرايينك؟
هو: إن قلبي قد شارف على التقاعد، تماما بعيد استقالتك، وهو الآن بالكاد يعمل.
هي: لكنني لم أتقدم بطلب استقالتي في هذه السن المبكرة منّا. وكل ما في الأمر أن طوفان الحياة، كديدنه على الدوام، قد جرفني قليلا.
هو: أقدّر مواساتك، لكن لا عليك. فوقع الحرمان على القلب سيان، بعذر أو بدونه. إن القلب ليس مديرا لشئون موظفين، يقع لديه فارق للغياب وفقا للدواعي.
الحرمان هو الحرمان يا سيدتي.
هي: دعنا من تبذير الوقت فيما لا طائل منه، ولتخبرني عن أحوالك.
هو: لا شيء جديرا بالذكر. أجابه أوراق المساء بحبر مالح. ووسط تمرغ مشوب بالقلق، أضاجع طيلة الليل الذكرى الأنيقة التي، يوما ما، كانت لنا. وألعق شيئا من روحك عند بزوغ الفجر.
هي: ألهذا المبلغ وصل اشتياقك؟
هو: لا، بل أشد.
هي:. ......................
هو: فورا وقت استيقاظي، أتحسّس هاتفي المتنقل لضبطه الجديد، فتعنّ لي وقائع لنا عفا عليها الدهر، فألثم بقايانا قبل عسل الصباح وأستعيض. وأحتسي إثرها، ويالها من وجبة، قهوة المرارة، وأمضي.
هي: هذا غير جيد لشئون صحتك. وجبة إفطارك بلا منفعة.
هو: وهل للسجين سليب الإرادة أن يقرر من تلقاء نفسه قائمة الطعام خاصته؟ أنا لست نزيلا في فندق بخمسة نجوم.
كل ما بوسعي أن أناضل لتدبر أموري.
هي: أتذكر ذات أمسية حين قلت لي: «ما بالك ترغمينني على الإيمان أن اللذة اضطراب، بالأساس، والعظمة قلق، في المحصلة؟».
هو: أجل.
هي: هو ذاك.
هو: وليلتذاك، سألتك: «أتجزمين أنك لم تتدخلي في شؤون خلقتك يا باذخة؟ أخادعة أنت، حتى في صورك؟ أم أين تكمن الحقيقة؟».
لابد أنها، كهذه، ما غابت عن بالك.
هي: كلا. وقد أجبتك «الحقيقة بنت الخيال».
هو: وأنت جدّتها بلا منازع. لقد صيّرتيني رجل الاستثناء. وحتى في أشيائك الثمينة، التي لا تلبثي تشحّين فيها، وتتشبثين بها لآخر رمق، لا أراني أجيء في عدادها. بل، ويا للمفارقة، تخسرينني في طرفة عين، وسهوة عاشقة.
هي: «في أماسي الأربعاء، يحلو التمرد على قوانين الفلك»، أيضاً ألا تذكرها؟
ts1428@hotmail.com
الرياض