ناولينِي الكَأسَ فالفجرُ دنَا
وبقايَا اللَّيلِ مَا عادتْ لنَا
ناولينِي الكأسَ حتَّى أرتوِي
ففؤادِي مَلَّ تُطوافَ الدُّنَى
لم أزلْ أطلبُ أحلامِي كمَنْ
يبذرُ البِيدَ فلا يلقَى المُنَى
كتبَ العمْرُ علينَا أنَّنَا
كسرابٍ مَرَّ يومًا مِن هُنَا
حمَلَ البُشرَى معَ أندائِهِ
وأتَى يركضُ شوقًا نحونَا
ثُمَّ ولَّى وتوارَى دونمَا
قطرة منهُ تُروِّي قفرَنَا
ناوليني الكأسَ أروي ظمَأً
صحَّرَ القلبَ ولم يعبأْ بنَا
كيفَ يشدُو الطيرُ باللَّحنِ وكَم
شفَّهُ الوجدُ.. وذا الطيرُ أنَا؟
كيفَ يخبُو الحُبُّ في القلبِ ومَن
يزرعُ الأشواكَ دومًا بيننَا؟
ناوليني الكأسَ دفَّاقًا بمَا
يُبهجُ القلبَ ويُذكِي حبَّنَا
فأنا قضَّيتُ عُمْري راكبًا
لجَّةَ البحرِ بعزْمٍ مَا ونَى
وأنا مَا زِلتُ أبغِي أملاً
ضَلَّ عنَّا وتولَّى غيرَنَا
أتعبَ القلبَ وأضنَى مُقلَتِي
لم يَدعْ للرُّوحِ مغنىً وهَنَا
ناوليني الكأسَ شِعرًا واكتُبِي
أُمنياتي واملئِي السمعَ غِنَا
ودعِي العُتبَى فمَا فاتَ فَلا
تبعثيهِ وأتمِّي وصلَنَا
لم يعُدْ في الليلِ إلا فُسحةٌ
تتوارَى حينمَا يدنُو السَّنَا
فامنحيهَا كُلَّ ظِلِّ وارفٍ
واغرسِي في مقلتيْهَا السَّوسَنَا
كانَ ما كانَ مِنَ النَّجوَى وكَم
أبهجّ القلبَ مَساءٌ ضمَّنَا
محسن علي السُّهيمي
العرضية الشمالية