آخرُ الكلماتِ، قالتها: ابتعدْ.
وآخرُ الكلماتِ عندي، لا تزالْ
حِملاً ينوءُ به الخيالْ
مُذْ كانَ نوحٌ يبسطُ الأخشابَ
من فوق الترابِ
ويسألُ الأشياءَ جدواها
إذا انفجرَ السحابْ.
يا أيها الغرباءُ والأصحابْ
من لي بلوحٍ مستقلٍ، لم تُسمِّرْهُ الأيادي
في السفائنِ
أبحرتْ به، في سطورٍ مترفاتٍ
كلُّ أوراق الكتابْ..؟
يا أيها الأعداءُ والأحبابْ
قد كانَ بعضُ الناسِ في سَفَرٍ
وكانَ الناسُ بعضاً من سَفَرْ
فبمن سيحتفلُ المطرْ..؟
ولمن ستنتصبُ السفينةُ، في المدينةِ
والمسافاتُ التي..
من بين أضلعها: اغترابْ؟
ولأيّ شمسٍ،
سوف تنتسبُ الظلاماتُ السحيقةُ
والفتوحاتُ: الضبابْ؟
وبأيّ مرتفعٍ عفيٍّ،
سوف نسكبُ ماءنا..
والمعالمُ
بينَ من يأتي من الوادي،
ومن سكَنَ المفازاتِ: السرابْ..؟!
بينَ الرجالِ عرفتُ نفسي،
وعرفتُ بينيَ والرجالْ..
كيف تبقى النفسُ نفساً،
في مواجهةِ الإجابةِ بالسؤالْ:
هل على الإنسان أن يَنسى ويُنسى
كلّما شدَّ الرحالْ..؟؟
أولُ الكلماتِ منها: كُنْ بقربيَ،
كلَّ عمركَ..
إنما؛
هي أوّلُ ال.. كلماتِ
مِنْ
عمري:
ابْتعدتُ......
فيصل أكرم - بيروتf-a-akram@maktoob.com