في كتاب صدر لتوه يعرف معالي السيد إياد أمين مدني نفسه بأنه كاتب وصحفي سعودي انغمس في العمل الصحفي والإعلامي تحريرا وإدارة وتسويقا واستشارات.
هكذا يختزل مسيرته ليضيف أنه «عمل في مجلس الشورى فوزيرا للحج فوزيرا للثقافة والإعلام حتى مطلع عام 1430هـ»؛ وإذن فما يبقى هو العمل الإبداعي الذي لا يقدر عليه إلا القلة، وهل ستذكر الأجيال عن طه حسين أنه كان وزيرا للمعارف وعن غازي القصيبي توزيره في أربع أو خمس وزارات، وهو ما يعيه جيدا الكثيرون ممن لا يستهويهم «بشت» الوزير و»لقب معاليه».
غادر الوزير، وكلهم مغادرون، وعاد إلينا الأستاذ إياد مدني في كتاب وسمه ب(سن زرافة) استعاد فيه أوراقا قديمة ضمتها وحدة الحديث عن الأنا - الهوية المجتمعية، ومؤطرات الحراك المجتمعي المحلي، والتأثير المتبادل مع المدارات المحيطة عربيا وإسلاميا وعالميا، وفي ثناياها نقرأ عن النفط والتفكير والنظرية والتطبيق ومستقبل الثقافة العربية ومفهوم الهجرة، وتجيء الخاتمة محاولة لإجابة سؤال ال»هنا».
الكتاب مهم في معرفة فكر السيد إياد مدني ملتئما في أوراق تزيد على ثلاث مئة وسبعين من القطع المتوسط، ونشرها ذو دلالة لمن شاء أن يفهم محددات ومؤطرات رجل مختلف حوله بشكل لم يسبق لوزير إعلام أن واجهه ؛ بحيث لم توجد منطقة وسطى بين ما أحبوه وناصروه ومن قلوه وهاجموه؛ ليظل أول وزير للثقافة مطمئنا إلى أن للتاريخ حكمه الذي لا يخلفه سواء أبقي على الكرسي أم غادره، ولتعود شخصية «الوراق» متصدرة قبل المنصب وبعده.
عنوان الكتاب هو عن سن السيدة الذي سقط بوقوعها من الدرج بعدما عذبت جاريتها فسال دم سنها؛ فالسن بالسن «، أما خيمة مايكل جاكسون فأبطالها شباب متطلع يراقب حراك الأقلام بين محمد الفريح وحمزة عابد وعبدالوهاب عبدالواسع، وفي اعترافات كاتب يلتئم محمد عمر عامودي ورضا لاري وعلي حسون والأمير عبدالمجيد، وفي بقية الكتاب زوايا حادة وقائمة ومنفرجة تنتظر من يقرؤها ليقرأ فيها إياد مدني كما هو بإنصاف لا تصنيف.
يبقى الأجمل إشارته على ظهر غلاف الكتاب إلى والدته السيدة (نثار يحيى زكريا) التي كانت من القلائل اللائي أجدن القراءة والكتابة وكانت لها مساجلات صحفية -كما قال- عن مكانة المرأة في المجتمع، أما والده فعلم لا يحتاج إلى تعريف، رحمهما الله.