لا شيء...
لا شيءَ..
و لكني:
جئتُ أوافيكْ
جئتُ أوافيكَ بنارٍ
أصغرَ من جمري،
وبأسرارٍ
يكتبها الصمتُ؛
إذا أشرفتُ على صمتي،
واخترتُ العزلةَ،
واخترتُكَ للعزلةِ
باباً لا يُغلقُ بالأصفادْ،
واخترتُ الأصفادَ
لتقتلعَ الحرّاسَ،
وهيبةََ أثوابِ الحرّاسِ،
ووهمَ الهيبةِ
بين الريبةِ والأنفاسِ،
وبين الخوفِ
وبين الناسِ،
وبين الدمعةِ والإحساسِ، وبيني؛
إذ جئتُ أغنّي للعزلةِ
واخترتكَ
كي أتحوَّلَ بينكَ،
أو فيكْ
إلى عصفورٍ من نورٍ
أسقطهُ الضوءُ
على ظلٍّ مسحورٍ
وهو يُغنّيكْ
لا شيءَ:
أفاقَ،
ونفّضَ عن ريشاتِ الوجهِ
أغانيكْ
وأتمّ السيرَ،
فغابَ،
وذابَ كما سكّرةٍ
تمسحُ عن قالَبِها
رملَ الطرقاتِ،
وملحَ المشّائينْ..
البكّاؤونَ إذا ذابوا في البكّائينْ
صحتُ أناديك:
لا شيءَ..
و لكني:
جئتُ أوافيكْ..
جئتُ أوافيكَ
بعينٍ لا تبكي هيبتُها
حَرَسَ الطُرق اتِ،
و لا تبكيك.
+
جدة 1 مايو 2011