أواخر السبعينات وتحديدا عام 1978 أنشئ فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالدمام، كان قسم الفنون التشكيلية أحد الأقسام المعنية بنشاط الجمعية المتنوع ما بين المسرح والموسيقى والفنون الشعبية والثقافة أو الأدب تحديدا، تم تعيين الفنان محمد الصقعبي رئيسا لقسم الفنون التشكيلية، وكان يعمل مهندسا للديكور في محطة تلفزيون الدمام واستمر قرابة العام نظّم خلاله معرض الجمعية الأول بمقر الجمعية الكائن في شارع الخزان، استقطب للمشاركة في هذا المعرض عددا من الفنانين من الدمام والأحساء كان بينهم أحمد المغلوث وبدرية الناصر والفنان السوري محمد وجيه مدور، حاول الصقعبي وقتها تفعيل القسم بممارسته الشخصية للرسم والتجريب، تولى رئاسة القسم بعده الفنان علي عيسى الدوسري في العام التالي من إنشاء الفرع ودعاني لمهمة مقرر قسم الفنون التشكيلية 1979 ومنذ ذلك التاريخ كانت علاقتي بالجمعية.
بدأنا العمل على تفعيل الأنشطة فكانت المعارض الجماعية السنوية وبعض المسابقات بجانب المشاركات التي تسمى لا منهجية وهي تعاون الفرع مع جهات أخرى دون مقابل أو ميزانية، فهناك معارض أقيمت في الجبيل وأخرى في الظهران واستمر العمل إلى البدء في إقامة معارض شخصية منذ 1982. استمر علي الدوسري في رئاسة القسم إلى 1987 حيث أوكلت مهمة رئاسته لي وقد عمل معي فيه بعض الفنانين ولفترات متقطعة خاصة عبدالعزيز الماجد الذي لا يكف عن الرسم أثناء وجوده في الجمعية، فأوجد مناخا فنيا جميلا حينها، أقمنا خلال تلك الفترة عددا من المعارض الجماعية والمتخصصة مثل معرض الحرف العربي على مستوى المملكة كما بدأنا في إقامة معارض للهواة أو الواعدين والواعدات وكانت أولى المعارض المتخصصة للهواة في المملكة وغيرها، وفي العام 2000 تركت القسم -بعد تشكيل جديد له من المركز الرئيسي للجمعية- بسبب مطالبتي الصحفية المتواصلة منذ الثمانينات في جريدة اليوم بإنشاء جمعية للفنانين التشكيليين أو اتحاد للتشكيليين السعوديين في المملكة.
تولى رئاسة القسم الفنان علي الصفار ولم يستمر سوى عدة أشهر أقام خلالها معرضا للهواة، بعده تولى رئاسة القسم من جديد الفنان علي عيسى الدوسري الذي لم يستمر سوى أشهر، تولى رئاسة القسم بعده لأعوام الفنان عبدالعظيم الضامن وقد أقام عدة أنشطة تمثلت في المعارض الجماعية للهواة والمبتدئين.
أخذت الجمعية فيما بعد آلية جديدة في إدارة أقسام فروعها فتكون القسم من مقرر وأعضاء ثلاثة حيث تم الإدماج بين الفنون التشكيلية والخط العربي لكن المتاح للعدد الكبير لم يختلف عما كانت عليه المخصصات سابقا، كانت اللجنة الأولى تشكلت من الفنانين زمان جاسم مقررا للجنة وعضوية ميرزا الصالح وإبراهيم بن عمر ومحمد جمعان الدوسري وحسن رضوان، ويبدو أن طموحات المجموعة كانت كبيرة إلا أن الإمكانات لم تكن كما كان متوقعا، فتقلصت الأسماء لتنتهي بابن عمر ورضوان بعد أن اعتذر زمان من المهمة بعد أكثر من عام، تم فيه التخطيط لعدد من الأنشطة، وانتهى الأمر -فيما بعد- للأخيرين مع إضافة الفنانة شعاع الدوسري التي تولت بعد ذلك مسئولية القسم كمقرر ولتبقى مع حسن رضوان كمسئول عن الخط العربي، لم تزل الطموحات كبيرة لكننا دائما أمام الدعم المالي الذي يعيق أو يعطّل إقامة أو تحقيق الطموحات وما أكثرها، الإيقاع هو الإيقاع وإن تغيرت الأسماء إلا أن الفترات قد تختلف بوفرة المخصص للنشاط، وهذا ما لم يحصل إلا في الثمانينات، فالتسعينات حيث سعت الجمعية إلى الطباعة الجيدة وحتى الاقتناء والعرض في أماكن مختلفة، واستضافة فنانين وأكاديميين لنشاطات منبرية وللمعارض الجماعية أو الفردية.
-
+
aalsoliman@hotmail.com