الثقافية - عطية الخبراني
لن يجد الجو هادئاً أمامه؛ فمن سن التعيين في زمن مضى سيبقى مؤثراً في القرارات القادمة حتى بدء الانتخابات بجدية ورعاية وتركيز وتكوين فضاءات ثقافية مضيئة نائية عن الثلل والوصايات والتخندقات الموجهة، وسيجد الدكتور ناصر الحجيلان نفسه أمام دوائر لا شأن له بخلقها لكنه المسؤول عن خلخلتها وفك مغلقاتها وفتح ثغرات داخلها ليؤسس لتنظيم جديد يكفل حق الرأي للجميع دون أن يجيء التعيين معبراً عن رغبة الوزارة لا شمولية التمثيل، وبما عرف عن الدكتور الحجيلان من ثقة وثقافة وهدوء وتعامل جميل، ولما سيجده من دعم في عهد الوزير القدير الدكتور عبدالعزيز خوجة فإن التفاؤل سيظل سائداً ولو إلى حين.
وكانت الجزيرة الثقافية قد قد تنبأت قبل أكثر من عام بتعيين الحجيلان وكيلاً للثقافة كما تقرأ اليوم بعض الاختلافات الساكنة والمتحركة حول بعض شؤون الأندية الأدبية متسائلة: من أين البداية؟
تطفو على سطح مشهدنا الثقافي وبشكل دوري غضبات ومطالبات واعتراضات من مثقفي مناطق المملكة على أنديتهم الأدبية وطريقة إدارتها، ولعل الكثير من ذلك يدور داخل المجالس الخاصة التي من شأنها أن تزيد الهوة بين المثقفين وأنديتهم، فعن نادي مكة الأدبي أرسل الدكتور زهير كتبي مقالاً لـ»الثقافية» ينتقد فيه طريقة إدارة النادي والكثير من الأحداث التي تدور فيه، عُلمت أو لم تعلم، ومدى حاجة الأندية إلى إدارة حقيقية ستصل بالأندية إلى أدوارها المأمولة والمرتقبة منها، وعن نادي حائل تتحدث القاصة شيمة الشمري بألم، وعن نادي أبها يتحدث الشاعر أحمد التيهاني، ويتحدث عن نادي جازان القاص عمرو العامري، ولا نكاد نجد نادياً إلا والامتعاض والاعتراض يصاحبه من مثقفي منطقته زرافات ووحدانا، لتتحول الكلمة البسيطة إلى رأي، والرأي إلى قضية، والصوت الواحد إلى أصوات، تؤكد كلها أن ثمة مشكلة فعلية وليست مفتعلة بين مثقفي مناطق المملكة وأنديتهم وأنهم ليسوا على وفاق.
في هذه المادة نضع دائرة الضوء على نادي جازان الأدبي، مطلين من خلاله على بقية الأندية وشارحين تفاصيل القضية الأخيرة التي عاشها جمع من مثقفي المنطقة مع مجلس إدارة النادي والتي وصفها أحد أعضاء المجلس بالعمل غير الأخلاقي والمشين في آن.
حيث أكد رئيس نادي جازان الأدبي أنه لا يحق لأحد مساءلة مجلس إدارة النادي في أي من قراراته، إلا من يخول لهم ذلك ويعني بهم الجمعية العمومية في حال إقرارها.
وأضاف: مجموعة الشباب الذين تقدموا للنادي حتى هذه اللحظة لم يكونوا أعضاء رسميين في الجمعية العمومية، ولا يحق لهم مساءلة المجلس في أي من قراراته، وعندما قطعت اجتماعا رسميا للقائهم إنما ذلك من باب التقدير لحضورهم للنادي، والاستماع لهم، حتى لا يساء فهم القائمين على النادي، كما نسمع ما يدور في المجالس الخاصة، وما ينشر عبر الشبكة الإلكترونية من أشخاص لم يسبق لهم أن جاؤوا للنادي أصلاً.
وتابع الحربي: لا أدري لم الإصرار على معرفة تفاصيل الشأن الإداري في النادي؟ هل إدارة النادي جزء من الأدب والثقافة؟ أم أن الإدارة شأن آخر؟ فما نعرفه أن إدارة النادي تهتم بالمخاطبات والمراسلات الإدارية بين النادي والجهات ذات الاختصاص، وليس للأدباء والمثقفين علاقة بهذا الشأن، ولا حتى بالسؤال عن هذه المخاطبات.
وحول قضية المثقفين التي وصفت بالاقتحام يجيب الحربي: لم يكن عنصر المفاجأة جيداً في حقنا ولا في حقهم ولا في حق ثقافة المنطقة، فهناك قنوات كان بالإمكان طرقها، وسيجدون كل تجاوب، لكن في اعتقادي أن حماس الشباب دفعهم للتفكير في تلك الطريقة، ولو أنهم تقدموا بطلب اللقاء مع المجلس، لتم تحديد موعد لهم، وسيقابلون المجلس، ولا شيء يمنعهم من لقاء مجلس إدارة النادي، ولا توجد حواجز بين مجلس الإدارة ومثقفي المنطقة.
ورداً على حجة المثقفين في مفاجأة المجلس أن أنسب الأوقات لمقابلة الجميع هو أحد اجتماعات مجلس الإدارة يقول الحربي: أنا لست أدري كيف هداهم تفكيرهم إلى تلك الطريقة؟ ولا أدري لم فكروا بتلك الطريقة؟ فما أعرفه أن النادي مفتوح الأبواب، وصدره يتسع لجميع المثقفين، مشدداً على أن الوقت الذي جاء فيه المثقفون هو وقت اجتماع مجلس الإدارة لمناقشة أمور النادي، وليس وقت لقاء المثقفين، فإذا انتظروا خمس دقائق أو ساعتين، فعليهم أن يتحملوا تبعات الوقت الذي جاؤوا فيه لأنه ليس لهم.
هذا وقد راج حديث في الآونة الأخيرة حول أن أحد أعضاء النادي سيحظى بدعم مالي يقرره مجلس الإدارة وهو أحد أسباب لقاء المثقفين برئيس النادي والمجلس، وحول هذا يرد الحربي بقوله: أستغرب جدا من هذا التصرف الذي يوحي أن هناك صورة مغلوطة في أذهان بعض المثقفين عن آلية تسيير الأمور المالية في النادي، وعليهم أن يعرفوا أن تسيير أمور النادي ليست في يد شخص واحد، فحتى رئيس النادي ليس من صلاحياته أن يصرف ريالا واحدا إلا بقرار من مجلس الإدارة، والمؤكد أنه ليس هناك من تقدم لمجلس الإدارة بطلب معونة من المكرمة الملكية، وصندوق الأديب الذي تقره لائحة الأندية الأدبية لم يفعل حتى الآن، فلست أدري من أين تأتيكم هذه المعلومات الخاطئة، ولا أدري من يسرب أخباراً كهذه الغرض منها تشويه ثقافة جازان، والتشويش على المثقفين بمثل هذه المعلومات المغلوطة،
ويؤكد الحربي في ختام حديثه حول هذا الأمر أنه لم ولن يصرف ريالا واحدا لأي عضو في المجلس أو خارج المجلس من الدعم الملكي للنادي.
ويختم الحربي حديثه بالتأكيد على أنه كانت هناك العديد من الاقتراحات بشأن صرف الملايين العشرة، تقدم بها أعضاء المجلس لإجمالها وبعثها للوزارة، مثل: إنشاء نادي للأسرة والطفل، وإنشاء مبانٍ للجان الثقافية في المحافظات في حال الحصول على أراضي لها، وتوسعة مبنى مكتبة النادي، وغيرها من المشاريع التي تخدم ثقافة المنطقة، ولكن الوقت لن يسعف المجلس لتنفيذ هذه المشاريع،فاتخذ مجلس الإدارة قرارا سابقا للقاء المثقفين بأن يبقى هذا المبلغ أمانة في صندوق النادي حتى يتسلمه مجلس الإدارة القادم مع المقترحات السابق ذكرها.
-