يمضي اليوم وتعلق في أجوائه قشور منها ما يرى ومنها ما يخفى قليلا وما يلبث أن يظهر أثره على سطح ما وكأنما هذا السطح يلفظه تمنعا وتطهرا..ومنها ما يغيب تماما ولكن ما من خفاء مهما بلغ زخرف دثاره إلا وسوف يكشف غطاؤه ويُرى مكمنه أكان بهاءً رضيا أم عفناً زهيدا..!
ولا يزال لدى فئة واسعة تتعالى أصواتها تفضيلا وتكريما للذات في سلسلة متواصلة هشة من تقزيم للآخر وتحقيره في سوق العنصرية حيث تباع الثوابت بنداءات لأرخص البضائع وأنتئها وأوضعها.. تبدل قلوب وتكرس بالكراهية وتصدر عقول تتأجج بالندية بلا هوية أو غاية عليا وما أرخص العقول التي تتلقن فقط!.
يظهر داء التصنيف والذي يعمل في إطاره البعض متجاهلا الفرع والصورة الكاملة وقد وقفت على الكثير من هذا في عدد من مؤسسات مجتمعنا حيث تنتزع الأنا حينما تحين فرص الشراكة الفعالة ويغيب الهدف المشترك والمنشود وتفض العقود حتى يضيع المعنى وتظهر حقيقة الإخلاص الموءود وبلا شك تكون المخرجات مبهرجة ووضيعة فيفتقد الأثر وإن وجد كان ضيقا بطيئا وغير ذا بال ومدىً..
ترسخت الأذهان بالقدوات وما علمت أن القدوة من لم يولد في البشرية كلها من هو مثله سيد الخلق أبالقاسم -عليه الصلاة والسلام - وما دون ذلك بين البشر إلا اجتهادات يؤخذ بعضها ويترك كثيرها وإلا ما حاجة العقول وحثنا على إعمالها بالتدبر والتفكر..ومرأى البشر الآن تتبع وتبعية.. إن تبعية من يظنون أنهم الأكرم أو الأعلم لهي وعمري تبعية واهنة ضائعة تقلبها لحظات من شكوك وسقطات في أحداث وفصول.
إنه «الكبرياء» ذرة منه تقطن في قلب تحرم خلود النعيم جميعه فكيف ببوق من الهتافات وهرقطة من كلمات وجيوش من الخطط ما هي إلا مؤشر يضاعف من سرعة السقوط الوضيع.
- البكيرية