9- لا بد أن يمزج الكاتب كتاباته بالأحاسيس والمشاعر الصادقة نحو المجتمع.
10- إن الكتابة تقوم على أساس نظري يؤمن به الكاتب، وأن وظيفة الكاتب أن تبرز فرصة التأثير في المتلقي.
11- إن الكاتب يأتمنه المجتمع على تربية العقول وتنقية الأذهان، والارتقاء بمستوى الوعي.
12- ينبغي على الكاتب أن يحقق من كتاباته قدر كبير من مؤهلاته العلمية والثقافية والأخلاقية، وكذا المهارات الأدبية التي يملكها.
13- إن الجانب الأساسي في مهنة الكتابة هو المستوى الثقافي والفكري والأخلاقي، والقدرة على إيصال الفكرة والمعلومة.
14- إن من الطبائع التي يجب أن يمتلكها الكاتب هي ضرورة تحمله وصبره على النقد، وحسن علاقته بالمجتمع وقبوله للرأي الآخر والمختلف معه.
15- إن من متطلبات الكاتب أن يكون قدوة حسنة للمجتمع، ينظر إليه الناس نظرة التقدير والاحترام، والإكبار، والتأسي والاقتداء.
16- أن يكون للكاتب دور اجتماعي في التأثير والتوجيه، والإشارة لبواطن التقصير، ومواقع الخلل والملاحظات.
17- إن الكتابة مسؤولية جليلة، سوف يسأل عنها الكاتب أمام الله جلت عظمته، فعليه أن يحرص ما استطاع على الحقيقة، وإظهار الحق، ويهتم بهما.
18- أن يتمتع الكاتب بالمتابعة الدقيقة للأحداث، وأن يملك الصبر والدأب، وعدم الملل أو السأم من المشكلات التي قد تعترضه في عمله وخاصة أن عملية الكتابة مستمرة ومتجددة بتجدد الحياة ومتغيراتها وأحداثها، والنفس البشرية دائمة التقلب.
19- ضرورة امتلاك الكاتب لبعد النظر، واتزان المواقف، وضبط النفس، فلا يجمع بالكاتب الهوى، ولا يستفزه الغضب، ولا يخرج عن قول الحق مهما كانت حالة النقد الموجه له.
20- إن مهنة الكتابة تفاعل مستمر، وحوار دائم بين الكاتب والسلطة والمجتمع، وهي عمل يعتمد أولاً على غرس المفاهيم والإقناع بها، والترغيب في التزامها.
21- أن يزن الكاتب نفسه بميزان دقيق في كل ما يكتبه، ليكون في رقي دائم، وتطور مستمر.
22- أن يبعد الكاتب عن التلون ويعصم نفسه من هذا المرض.
23- ألاّ يتعامل مع اللجاجة في كتاباته، وألاّ يميل إلى الاستبداد في أفكاره وآرائه.
24- أن يعطي الكاتب والباحث أهمية قصوى للرقم أو الكم والتوعية حتى يتحقق النضج في الكتابة.
مزايا الدكتور محمد عبده يماني:
*، له الكثير من المزايا والتفرد، ومن مزاياه:
1- تغليب الصالح العام على الصالح الخاص في كل أطوار حياته الصحافية والعملية والاجتماعية.
2- الابتعاد الكلي عن الحديث عن النفس بأكثر مما يجب.
3- لا يجب الانشغال بصغائر الأمور وتوافهها بمبرر أو بدون مبرر.
4- يملك قدرة جيدة في التعبير المختصر والمفيد والصادق عن الموضوع.
5- لا يحب إلحاق الأذى بالناس.
6- يعشق محبة خدمة الناس.
7- سريع في تفهم واستيعاب ظروف الناس.
8- كاتب صحافي فذ، ويهوى الأدب.
9- كتب في كثير من أشكال النقد، فنقد بعض الأعمال الأدبية تقييماً يبعث الثقة في ذوقه الأدبي.
10- توفرت لمقالاته الصحافية درجة عالية من التشويق للملتقي. فيدفعه للتأمل.
11- كتب في قضايا صحافية وفكرية وثقافية معقدة، فحولها إلى قضايا بالغة الوضوح والسلاسة.
12- اليماني كاتب صحافي حاد وصارم في مواقفه وأحكامه الأخلاقية والإصلاحية. لا يحب المجاملة والمراهنة أثناء المناقشة والمعالجة.
13- لا يحب الدكتور محمد عبده طرح أنصاف الحلول أثناء الكتابة والمناقشة.
14- يرفض كلياً غض البصر عن الخطأ لمجرد اقترانه ببعض الصواب.
15- لا يخاف، ولا يخشى، من التهليل لشخص ما مسؤول أو غيره، ولكن يهمه التمييز بين الحق والباطل في سيرة ومواقف الشخص المهلل له.
16- من مزايا اليماني رفض الغوغائية في الكتابة والعمل.
17- كراهية اليماني للاستغلال والظلم، وخاصة الضعفاء والمحتاجين.
18- الجرأة والشجاعة: تميزت شخصية الدكتور محمد عبده يماني
*.. و..*الشجاعة*.. في اتخاذ القرارات الصعبة والجريئة، ولا يخاف، بل ويتحمل.
19- الشفاعة: لدى ولاة الأمر -حفظهم الله- والمسؤولين والوجهاء في التوسط لإنهاء حاجات ومطالب الضعفاء والفقراء دون الضرر على كائن من كان. وكذلك شفاعته في بعض المواقف.
20- متطور في علاقاته الاجتماعية والرسمية والثقافية، وهو جيد ماهر في انتقاء الأصدقاء والزملاء. وعلمه وثقافته كانا جسراً قربه من الناس وقرّب الناس منه.
9- الفصل الخامس: البعد لم يكن ابتعاداً وشخصيته:
في هذا الفصل تكرار يصف فيه الكاتب شخصية اليماني بمواقف جديدة وعلى الرغم من عدم تكرار عبارات الوصف إلا أن القارئ يدرك أنه تكرار لما كتب عن شخصية اليماني في الفصول الأولى وقد ركز في هذا الفصل على لماذا كانت شخصية اليماني بهذه القدرة فتناول:
نشأته وصفاته الشخصية التي اكتسبها من تربية والده له وأخلاق المجتمع المكي المعروفة.
حبه للعلم وتفوقه وتنقله بين التخصصات المختلفة كان سبب قوته العلمية والمعرفية.
حبه للقراءة والاطلاع أثرى حصيلته المعرفية وأكسبه الجراءة في قول الحق.
تعدد ثقافاته أكسبته دبلوماسية التعامل مع ولاة الأمر والمؤسسة الدينية وأفراد المجتمع.
حبه وعشقه لمكة المكرمة وثقافته الإسلامية الكبيرة جعلته محل تقدير وثقة المجتمع بكل أطيافه.
أعتقد أن نهاية الفصل الخامس يضم الجزء الأهم في مرحلة اليماني وهي وفاته حيث تعرض الكاتب بشيء من التفصيل لعلاقة الحاكم بالمثقف المصلح وإلى أي مرحلة يمكن أن يكون الصدام بينهما، ويتضح في استشهاد المؤلف ببعض المقالات التي جاءت تؤكد وتنفي علاقة الحاكم في السلطة. وهذا الجزء من الكتاب يعطي مادة خصبة للبحث والدراسة لدارسي تاريخ الأمم وحضاراتها. ووصف الدكتور زهير كتبي الدكتور محمد بقوله: (فالقدرة في مكونات اليماني قوية ومتماسكة ومنضبطة بحدود وقيم وشيم وأخلاق وحكمة وموضوعية).
ولا أبالع حين أقول إن القدرة أو القدرات التي امتلكها اليماني لم يمتلكها غيره من رجالات ومفكري ومثقفي الوطن، وهذا ما جعله الرجل الشعبي الأول في منطقة الحجاز وجعل مكتبه الشهير في برج دلة بشارع فلسطين بمدينة جدة كأنه قصر هارون الرشيد من كثرة المراجعين وأصحاب الحوائج ورجال الصحافة والفكر والثقافة.
ومن يسمع اليماني أو يقرأ له سيجده متمتعاً بثقافة تراثية عالية ولديه (قدرة) فائقة على الجدل في هذه الجوانب، فهو دائماً يحرض على إعادة قراءة تراثنا الإسلامي بعيداً عن الخطاب العربي والإسلامي التقليدي.
وعند لقائه تمهد لك طلعة بهية تقابل الناس بقسمات وجه رجل وقور وناضج، له ابتسامة تحمل بين طياتها رسالة طمأنينة تبشر بكل خير ومحبة واحترام. ربما يتأخر في حديثه مع ضيوفه. ولكن التأخير يمكن فهم بعض دواعيه إذا انطلق الحوار في المجلس.
إن هذه الشخصية الاستثنائية تجعلك محكوماً بأن تشعر بأنك فرد من أفراد عائلته نظراً لتأثيره الساحر الذي يتمتع به والإنسانية المتميزة بل الفريدة من نوعها في كل الحالات الذي يختزن منها هذا الكبير في دواخله الهادئة.
اليماني لا يبوح بكل صراحة جرأة عن مكنوناته ولكن أزعم أنني استطعت التوصل إلى معرفة الشيء كثير من تلك المكنونات التي استمتعت بها. خاصة أنه صاحب ذاكرة هائلة بالمكنونات يغطيها بوفائه الكبير. لتلك المكنونات فهو كريم في كل شيء إلا مكنونته فيشحُ في عرضها وفردها للقراء والفحص والتحليل. وهكذا هم رجال الدولة الذين يحترمون الأسرار وبكل محتوياتها وأشكالها. وقوة الدكتور محمد عبده يماني أنه رجل غير مزاجي التفكير، فهو لا يخضع للتقلبات المزاجية وإن تعرض لأي نوع من أنواع الضغوطات المختلفة.
كما أنه لا يملك نزعة دائمة للتغيير في شتى مناحي الحياة فهو يعرف ويقدّر حالة وزمن التغيير المطلوب.
10- الفصل السادس: الصحافة:
عرض الكاتب في هذا الفصل مجموعة من المقالات التي كتبت في الدكتور اليماني وأبرز ما جاء في هذه المقالات:
اتفاق الجميع على أن اليماني شخصية نموذجية قد لا تتكرر.
اتفاق الجميع على ثقافة اليماني وحبه لفعل الخير.
اتفاق الجميع على أن اليماني رجل اجتماعي من الطراز الأول.
بعض المقالات تضع القارئ أمام مجموعة من التساؤلات القوية والعميقة التي عليه أن يبحث عنها للوصول إلى إجابات لها.
تعليق عام:
الكتاب في مجمله يتميز بسلاسة الأسلوب وقوة الطرح ورقي الكلمات المستخدمة وتنوعها، أسلوب الكاتب يجذب القارئ كونه استخدم بعض المواقف التي يعرفها عن المترجم له (اليماني) وهذه المواقف في غالبيتها لا يعرفها إلا القلة لذا استطاع الكاتب أن يضعها في مواقع متعددة مما أثرى الكتاب وأضاف عنصر التشويق، رغم علم الجميع أن كتب السير والتراجم لا تستخدم إلا للمعرفة التاريخية لحياة المترجم لهم، لكن كتاب «اليماني القدرة» خرج عن هذه النمطية في الكتابة ليكون كتاب وثائقي وعلمي وأدبي يستمتع القارئ بكل ما جاء فيه من معلومات.
* عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز
ag5001@hotmail.com
- مكة