تأليف: ليزا وادين
ترجمة: نجيب الغضبان
الناشر: بيروت: رياض الريس 2011
الصفحات: 358 صفحة من القطع المتوسط
الكتاب بالأصل أطروحة لشهادة الدكتوراه في العلوم السياسية، عدّلته المؤلفة بعدما قدمت أجزاء منه في مؤتمرات عدة، ونشرت بعض أجزائه، وبعد أكثر من عقد صدر الكتاب مترجماً.
« تبحث المؤلّفة في ظاهرة تمجيد الأسد - الأب وتقديسه من خلال توظيف العروض والاستعراضات والخطاب الرسمي، وإجبار الشعب السوري على استهلاك هذا الخطاب وتكراره. وتعتبر المؤلفة أنّ هذا الكتاب مهتمّ بشكل أساسي في زعزعة القارئ بشكل كاف كي يبعد نفسه عن الخطاب الأكاديمي الذي يخلط الممارسات، في هذه الحالة الممارسات الانضباطية، التي تحتاج إلى التحليل والتركيز بعيداً عن الافتراضات الخاطئة حول المواطنين السوريين كمصدقين غير عقلانيين، قابلين للخديعة وبأنهم يصدقون استراتيجيات النظام للبقاء بشكل جدي ... «
يركّز الكتاب على فترة حافظ الأسد، إلاّ أنه ينطبق بحسب المترجم، على نظام ابنه بشار الأسد. فقد كانت ثمة تساؤلات عن احتمال التغيير والإصلاح في عهد الابن، خصوصاً في ما يتعلق باستمرار ظاهرة تقديس الحاكم.
تقول المؤلّفة « تقديس الأسد الأب (ثم ابنه بعده) هو الخاصية الوحيدة المميّزة لقوة نظام الأسد الأب الذي أنتج غموض السلطة المسيطرة التي طالما وصفت بأنها «جمهورية الصمت» في مقابل «جمهورية الخوف» في العراق في زمن صدام
« تناولت كذلك أمثلة لتجاوزات الخطاب الرسمي، وهذه التجاوزات لم تنم وتترعرع في حضن النظام السلطوي فحسب، بل استخدمت الأساليب نفسها، مثل التلاعب بالخطاب والبلاغة والأعمال الفنية، والكوميديا، ورسوم الكاريكاتور الساخرة، والقصص القصيرة المسموحة والسرية المنتشرة تحت الأرض، والأغاني، والقصائد والأفلام والمسلسلات الكوميدية كآليات لهذه المقاومة السلمية. والتي تُظهر العوامل المشتركة لانعدام ظاهرة التصديق في سورية وتوضح قوة البلاغة الإنشائية لتحديد المفردات التي يعبّر من خلالها الناس عن التشاؤم والتجاوزات «.
الكتاب يضم تفاصيل وأحداث وتحليلات علمية حول « جمهورية الصمت «، ولعله يصادف اهتماماً عالميا الآن بعد الانتفاضة السورية الجديدة لفهم المزيد حول التركيبة الذهنية للحاكم الأوحد المقدس، والإنسان السوري المحاصر بالخوف والقمع منذ عشرات السنين.