الثقافية - خلود العيدان
رائحة الحِبْر ولون الورق لم تعد ذكرى حتمية ترافق الكتاب، ولم يَعُدْ الورق المصقول خياراً بل ولا حتى لونه أو وزنه؛ فخيار النشر الإلكتروني يطرق باب المؤلف، أو لنقل ينقر على موقعه نقرتين كفيلتين بالباقي! لم يجتح النشر الإلكتروني سوق الكتاب العربي بقوة خارقة، ولكن حضوره أضحى واضحاً ولافتاً وباعثاً على الكثير من الأسئلة بدءاً من كيفية تصفحه ومروراً بحفظ حقوقه، وانتهاء بتسويقه!
وللحديث عن النشر الإلكتروني في السعودية لا بد من ذكر (سيمانور)، ذلك الاسم الذي يعني نصفه الأول الصفة الظاهرة للشيء، والنور في نصفه الثاني علم وثقافة، حسب توضيح عماد الدغيثر رئيس شركة سيمانور للنشر الإلكتروني التي لفتت الأنظار في معرض الرياض الدولي الأخير للكتاب 2011م بوصفها أول دار نشر إلكترونية. وقد أوضح الدغيثر في حديثه ل (الثقافية) عن مشاركة الشركة في المعرض بأن ردود الأفعال كانت مبهرة وفوق التصور؛ ما يعكس ثقافة زوار المعرض ومواكبتهم التطور التقني من حيث استفساراتهم حول صيغ النشر الإلكتروني وكيفية تحميلها وحقوقها.
وأكد الدغيثر أن مجموع الإصدارات للكتب الإلكترونية التي تم إنتاجها، والتي في الطريق، هي بالآلاف، وأن من أبرز دور النشر والمؤلفين الذين تم توقيع اتفاقيات معهم الشيخ الأديب الشاعر عبدالله بن إدريس، الدار العربية للعلوم ناشرون، دار الفرات وبيسان.
كما أوضح أن الصيغ الإلكترونية المقدَّمة لدور النشر والمؤلفين أكثر من أربعين صيغة إلكترونية، إضافة إلى صيغة آي باد، كما تقدم منصة إلكترونية بتقنيات Web2.0 التشاركية للكتاب التي تمنح المؤلف عند نشر كتابه إمكانية السماح لعدد من المستخدمين بتحرير محتوى صفحات الكتاب وإثرائها والإضافة عليها بروابط خارجية أو بأنواع الوسائط المتعددة؛ ما يؤدي إلى تطوير الكتاب بشكل مستمر وإثرائه بمعلومات إضافية، مع تأكيد الحفاظ على الصفحة الأصلية للكتاب، وأن ناشر الكتاب هو الذي يسمح بنشر وإظهار هذه المعلومات الإثرائية والموافقة عليها.
وعن تسويق الكتاب الإلكتروني ذكر أنه يتم عبر مواقع الشبكات الاجتماعية مثل YouTube Twitter Facebook، ويتم إنشاء حساب لدى منصات البيع مثل App Store للتحصيل المباشر للمبيعات والتقارير، كما يعرض الكتاب عن طريق مكتبة إلكترونية افتراضية لعرض الكتب الجديدة، إضافة إلى برمجة موقع للكتاب على الشبكة العالمية لربط القُرّاء بالإصدارات الجديدة والتواصل معهم.
ومن أبرز الصعوبات التي يواجهونها - حسب حديثه - هو توضيح موضوع حقوق الملكية الفكرية؛ حيث إن الشركة تُقدِّم حلولاً متكاملة للنشر الإلكتروني، ولكن لا تستطيع نشر أي كتاب دون اتفاقية مع المؤلف أو دار النشر.
ومن الجدير ذكره أن عدد زوار موقع المكتبة الإلكترونية الافتراضية لسيمانور فاق أربعة ملايين زائر من 12000 مدينة في 190 دولة.