برز من بلدة أشيقر مجموعة من العلماء والأدباء والشعراء والمثقفين، ومن الشعراء البارزين الشاعر الأستاذ إسماعيل بن إبراهيم السماعيل المستشار الثقافي في وزارة التربية والتعليم سابقاً، والذي تشرفت بالتعرف عليه في بيت من بيوت الأدب والثقافة وهو منزل المربي الفاضل الأستاذ عبدالعزيز بن سعد الخراشي.
واطلعت على بعض كتب الأستاذ إسماعيل وأعجبني ما اطلعت عليه من هذه الكتب ومن هذه الكتب التي أعجبتني كتاب (أحمد شوقي رحلة العمر والشعر) وهو عبارة عن دراسة عن حياة أمير الشعراء ونشأته والعوامل التي أثرت في بناء شخصيته والأسباب التي ساعدت في بروزه في الشعر والعصر الذي عاش فيه واتجاهاته الشعرية وأبرز قصائده.
ومن الكتب التي اطلعت عليها كتاب (أشيقر والسفر) وهو عبارة عن ديوان شعر جمع فيه المؤلف مجموعة من القصائد الرائعة والجميلة ومن أفضل القصائد في هذا الديوان (تونس الخضراء) وأذكر بعضها:
يا تونس الخضراء يا نغم الهنا
يا ملتقى الأحباب والأصحاب
أنا عن رياضك يا حبيبة راحلٌ
ومعي شجون أزهرتْ بركابي
ومعي فؤادٌ كالسفينة ثلها
موج البحار ودورة الأحقاب
تجتاحه الأحزان تحرق زرعه
فكأنه حمل أسير ذئاب
أنا إن تركتك فالفراق مقدرٌ
والذكرياتُ تزيد وهج عذابي
وأود من شوق أطير معانقا
هام السحاب يمر إثر سحاب
إلى أن قال:
أنا عاشقُ التاريخ يرفعُ رأسه
ووراءه في منظرٍ خلاب
إني أعانق فيك ذكرى عقبة
نقشت بمسجدهِ على المحرابِ
ومن القصائد الرائعة في هذا الديوان قصيدة (مقابلة مع أبي الطيب) وأذكر بعض أبياتها:
يا أبا الطيب إني هاهنا
قد تخطيتُ حدودَ الزمن
أطوي العصر الذي عشت به
اليأس عمراً في زوايا المدن
وأنا أبحثُ عليّ أن أرى
شاعراً غنى وأشجى أذني
مرة فوق جوادٍ سايح
يقهر اليأس بعزم المؤمن
ومراراً فوق شعر صاغه
من سيوف المجد حر الوطن
وقال في هذه القصيدة:
وأمامي ألف هم قاتل
وورائي مثلها تطحنني
وأنا أسحب جيشاً لجبا
لم يجد من مرفأ للسفن
لم أجد من يترع الحزن معي
غير ماضيك الذي راودني
وإذا دجلة تحدو مركبي
وإذا البصرة أضحت موطني
جئتُ أشكو أمة قد عرقتْ
بعد عز في بحار الفتن
ومن القصائد الجميلة في هذا الديوان القصيدة المهداة إلى الشاعر عمر أبو ريشة وأذكر بعضها:
اسألوا التاريخ عن عز مضى
سطرته قطرات من دمي
اسألوه فهو يعطي خبرا
كيف أعطيكم حديثاً من فمي
حينما سرنا جيوشاً زانها
قوة العلم وعزم المسلم
حينما كنا شموساً أشرقت
فانمحى الظلم وكيد الظالم
بسلاح الحق يبني صرحنا
قلب حد السيف نور القلم
فارتدينا العز ثوباً رائعاً
ضاحك اللون بنسج محكم
وزرعنا المجد في الأرض لنا
وغدونا حكماً في الأمم
وملكنا الأرض من أطرافها
وعلونا فوق هام الأنجم
إلى أن قال:
إنني الشوق ينادي والأسى
وأسار الذل يدمي معصمي
علني أرفع صوتي هاتفاً
شامخاً مثل شموخ العلم
عربياً سوف أبقى دائماً
عالياً كالنسر بين القمم
مسلماً تصرخ في أعماقه
نخوة جاءت من المعتصم
(يا أبو ريشة) قد أشعلت في
ذكرياتي لحن حزن مؤلم
فأتى شعري على ألحاظه
ذكريات الغابر المنصرم
-
* الرياض