تذكرني مشاركة المملكة في بينالي فينيسيا الدولي التي مثلتها الفنانة شادية عالم بمشاركات جمعية الثقافة والفنون في مهرجانات المسرح التجريبي فالعمل الذي يشتغل عليه أحد فروع الجمعية يقفز مباشرة من البروفات إلى الخارج وتأتينا من هناك الإشادات التي لا تسمن ولا تغني بل إنها تكرس للمستوى الذي يراوح مكانه، في الكثير من المشاركات كانت هناك بعض أشكال الاتفاق على اختيار مسرحية ما من الطائف أو الدمام أو غيرهما وربما يكون ذلك بناء على اطلاع على عمل جاهز أو شبه ذلك أما في بينالي فينيسيا فالعمل لم يخضع لذلك الشكل من الاختيار كما بدا!
المشاركة في بينالي فينيسيا تمت بشكل لم يخلُ من التكتم وكأن هناك حذراً من أمر ما، حتى اسم الفنانة التي اختيرت أو رشحت للمشاركة لم يتم الإعلان عنه في الإعلام المحلي إلى أن عرفناه من بعض الأصدقاء الذين كان بعضهم ينتظر أن يقع الاختيار عليه، خاصة من بعض الفنانين الذين سلكوا طريق الميديا الجديدة، وقد اطلعت على التغطية التي قام بها زميلنا الفنان محمد المنيف في الجزيرة مستعرضا عدة جوانب في هذه المشاركة كما استعرض لقطات للأختين وهما تنفذان العمل، وعلمت أيضا أن السيد روبن ستار كان أحد المسؤولين في المشاركة وبالمثل الدكتور عبدالعزيز السبيل وبالتأكيد لجنة تكونت من شخصيات وداعمين لا علم لنا ولا لإعلامنا بكثير منهم ومن تفاصيل المشاركة والواقع أن هذه المشاركة مع التقدير للأختين رجاء وشادية عالم لم تكن واضحة في آليتها، فهل كانت وفق طرح مشاريع من فنانين لم يقع الاختيار إلا على المشروع المعروض؟
لعلّي أعود إلى خبرات فيصل السمرة ومشاركاته الدولية وكمال المعلم وحضوره الأخير في الصين وعلاقته بإيطاليا وعبدالناصر العمري في طروحاته للميديا ولا شك آخرون من فنانين وفنانات، والتغطية الأجنبية لمشاركتنا في البينالي غير واضحة ولم يصلنا أو يصل الإعلام في المملكة ما يشير إلى ذلك وهناك أيضا عدم تواصل إعلامي أو حتى فني مع الفنانة شادية أو بينها هي وبين الإعلام وهذا بالمقابل وضع المشاركة في خانة المجهول فحتى وقت قريب وقبيل المشاركة كان الأمر غير معلوم والجهة أو الجهات التي رعت أو دعمت أو مثلت كانت الأبعد عن التواصل مع المحيط التشكيلي المحلي لكني أيضا لا أطالبها بذلك.
أعتقد أن أمرا كهذا وبمثل هذا المستوى الذي انتظرناه طويلا كي يكون للمملكة حضور وتواجد في مناسبة دولية هامة كهذه استوجب آلية عمل أخرى تضع الجميع في سياق المشاركة والعلم لو من خلال الإعلام أو أصحاب الشأن.
الحضور أو المشاركات الدولية الأسبق وهي أقل من مستوى بينالي فينيسيا كانت تدار بطريقة أسهم بعض المشاركين في الإعلام عنها بدءاً بأنفسهم، أستعيد حافة الصحراء عندما عرضت في بريطانيا لم تكن المسألة أكثر من اختيارات شخصية حكمتها بعض العلاقات والمصالح وكانت المشاركة التالية في الصين بنفس الروح الإعلامية إلا أنها أيضا تشابهت في بعض الأسماء وأضافت بما يحقق أهداف المجموعة والقائمين عليها وعليه كانت المناسبتان مدعومتان ماديا من أكثر من جهة قادرة على إنجاز ودعم ما هو أكبر مثل المشاركة في بينالي فينيسيا وربما تم ذلك تجاهها، ونحن كما علمت إذ نمتلك مساحة للعرض في البينالي لعدة أعوام لا أعرف كيف سيكون الأمر مستقبلا وهل أن الآلية ستبقى على التعتيم الذي صاحب بعض تفاصيل المشاركة بعيداً عن الشفافية والوضوح؟؟ أتمنى خلاف ذلك.
-
aalsoliman@hotmail.com