التقيتُ بالأمس القريب مجموعةً من خريجات قسم التربية الفنية من جامعة الأميرة نورة في أحد مراكز التسوق بالرياض؛ وهن من فئة الصم اللاتي أتيحت لهن الفرصة لدراسة هذا التخصص والحصول على شهادة البكالوريوس. كن يعرضن للبيع ما تبدعه أناملهن من فنون مختلفة كاللوحات، والمجسمات والمشغولات اليدوية بلمسات فنية جميلة. وبحكم معرفتي بهن لاحظت المستوى الفني الجيد في تنسيق الألوان وتوزيع الأشكال والخطوط والخامات بطريقة جيدة، ما كن سيوفقن في مثل هذا لولا الله ثم التحاقهن بالدراسة الأكاديمية في الفنون. كذلك كان للتصوير الضوئي حضوره في ذلك المكان، فالكثير من المصورات منهن تعرفت عليهن من خلال حضورهن لدورات جمعية الثقافة. وكان يثير إعجابي حرصهن على الحضور المبكر والمتابعة وحتى في الأسئلة والمناقشة من خلال المترجمة. كن فخورات بأنفسهن وفرحات بحضور الناس. لقد كانت تلك الفرصة الدراسية لهن فقط كمجموعة تم تجريب الدمج عليها في الدراسة الجامعية، وقُرر بعد ذلك لأسباب عديدة إلغاؤه. وأجد من وجهة نظر منطقية بأن مجال الفنون يجب ألا يقارن بغيره من التخصصات العملية النظرية التي قد تكون المقررات فيها صعبة على مثل هذه الفئة، في حين أن تعلم الفنون وممارستها لا تتطلب سوى حس مرهف وبعض الأسس التشكيلية لإنجاز العمل، كما ستفتح لهن باباً للعمل قد يصعب على مثل من هي في ظروفهن الحصول عليه. هن وأنا نستبشر خيراً بافتتاح كلية للتصميم والفنون تابعة لجامعة الأميرة نورة، والتي نأمل أن تجعل من ضمن مقاعدها الدراسية حيزاً لهن ولغيرهن ممن تعتبر الفنون البصرية رسماً ونحتاً وضوءً أبجدية لغة ومجال عمل مهني، خصوصاً أن البعض منهن يمتلكن موهبة فنية وإبداعاً مميزاً، إلى جانب الطموح الذي يدفعهن لمنافسة غيرهن وتحقيق التميز في المجال.
485-
Hanan.hazza@yahoo.com