شقراء مدخلي تشعل شموعا هناك ، توقد فرحة هنا .
شقراء مدخلي تتحدى، تنتصر لفكرها النهري فتروي ظمأ عاشقات لغتنا الباسقة.
شقراء مدخلي رأيتها أول مرة في مساء ربيعي اعتليت المنبر لاقرأ شيء من سردي، واعتلت بجواري المنصة وحيتني بقصيدة فاتنة أتذكر بأنني قلت لها مكانك هنا، لا تغيبي ابتسمت، وضجت الأصوات.
شقراء مدخلي لامست الكلمة منذ نعومة أظفارها، حيرتها، أشغلتها، خبأتها في أسحار مساءاتها، وذات صباح اطلقتها لتحلق في المدى وتغني للحب، للفرح، للأطفال وترسل بلاغا للكون عن وجود شاعرة تلامس شفافية كلماتها اوجان البحار، واجفان الصحارى، وتثير أسئلة الجبال.
تأتي احتفالية الكتاب بعاصمتنا الحبيبة تعتلي المنبر تقرأ، لا بل تفتح شرفات إليها، إلينا، إلى كل أنثى شقيت بهوى، ينصت الجميع إليها، يسمعون صوت موج، وأهازيج تسابق الريح وخطوات رشيقة، وضاعت رائحة الفل بين كلماتها وصدحت بصوت واثق:
أرتب آفاقي فتعلو المطالع
وتقسم أن الأنس للناس جامع *
ذاك المساء رأيت في عينيها الدافئتين صغيرات جازان محملات بعقود الياسمين، وهاهي هذا المساء تشعل قناديل فكر يصل نورها إلى أقاصي الوطن . تقتحم ببياض حرفها العتمة، تتوحد مع الخنساء، فدوى طوقان، نازك الملائكة، آنا اخماتوف، انجليكا كوفمان، غادة السمان، وتعيد أحلام سيدة الفكر والثقافة مي زيادة ، همست «كنت احلم بصالون كصالون مي زيادة «.
صالون شقراء مدخلي الثقافي بداية المطر، بداية التغريد واكتمال الحلم.
شقراء
يا سوسنة
شالات الصبايا
وعطر الصبايا
وهــم الصبايا
يمر من بين
جداول حرفك
صوت
( الديشة )
والعزاوي
مكللا بأنفاس
أهلنا الطيبين
شقراء يا ابنة
النرجس
والياسمين
في حضرة شعرك
سيكتبن
تاريخ ميلاد
مهرة الشعر
وفتنة الشعر
ويرسمن
سريالية الزبرجد
ولهفة العسجد
ويقرأن حكايات
الكهرمان
ولن ينسين
لا لن ينسين
دفء يديك
التي نثرت لهن
شموس
النوارس
والاقحوان
***
- مطلع القصيدة التي ألقتها الشاعرة شقراء المدخلي في حفل افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب 2011
الدمام