> من كوني أمارس شُرب الشعر وتنفسه وقراءته في المقعد الأول, وشاعرة به في المقعد الثاني, عنّ لي أن أُطل على وجل من أصابعي عليه, هذا الكائن غير المُحْتَوى الذي لم يُعْثَر بعد على اسم مناسب له غير أنه (شعر), البسيط لمسافة الفضيلة اليومية, أو فترة الوقوف بين الشهيق والزفير, ثوب من ثياب الماء, أو تجعّد بشرة الشجرة العتيقة في لحاء داكن, أو أو أو.. لا يأتي إلا بهيئته دون دعوة خاصة أو عامة لحفلات الكلام المنسوخة, هو العِلاقة اللصيقة الصلة بالاكتشاف وصنع الأسئلة, متوفر على الدوام بكميات غير محدودة, لكنه لا يُرَى إلا من وراء الحياة والأسئلة الكبيرة بأحجام صور متباينة الامتداد, وهو الذي يُوجِد شاعره الذي يشبهه - الفيلسوف بالضرورة - فالشاعر الفيلسوف (السَليقي) أجدر أن يَخلع عليه الشعر هذا الشبه. أما (الناظم) و (الناسخ) فقد تتدخل يد الصدفة فيما يقولان.
> الخَيار:
- الخيارُ الذي لا تستخدمه يتاحُ لمرة واحدة فقط, ولن تجدي هنا فكرة أن المفتاح الأخير هو الذي يفتح الباب.
- من يُعِد الخيارات سلفاً!؟ أليست تأتي وكأنها تعرف كيف توضع مقابل أماكنها المحتملة دائماً!؟
- هل تقبل الخيارات فداحة الاختيار حين تكون خاطئة!؟
> تَقلّصُ الذوق وتمدد أشياء أخرى يعني أننا لم نكن على درجة كافية من الإحساس بماهية الذوق ونظافته المنعشة, وأنه يمر وكأنه نوع من الترف غير المطلوب مادامت الحياة تسير بصحة جيدة!
الذوق نادر هذه الأيام, وبرغم أن الندرة لا تعني الجودة في كل الأحوال, إلا أن الذوق في انكماش مستمر واتساخ, والأكثر اتساخاً منه ذاك المتكلف, المعجون عجناً سريعاً تخرج من كرة العجين هذه خيوط وأعواد وقصاصات أوراق كما في كرات الصلصال التي يلعب بها الصغار! وحدها الفطرة أنيقة جداً ونظيفة جداً معيارية بطبيعتها في أصغر أصغر. أناقة الفطرة ونظافتها تجعلك أمام عالم شديد الذوق والحساسية الإيجابية.
> على كل روح منا قناع ما, وإن ارتبطت الأقنعة بالخداع, والزيف والأشياء المخصصة للمجانيات, إلا أن النظر للأقنعة من غير الزوايا التي اعتدنا أن ننظر منها أو نرتديها متاح جداً وشاسع, فثمة أقنعة واجبة ضرورية, تحميك من الغبار والمواد السامة المصاحبة لبعض الأرواح والتي لا يمكنها أن تحيا كل صباح إلا بانبعاث هذه المواد, فنحن بحاجة مانعة لأقنعة جيدة الصنع, وتُفعّل خاصية الامتصاص عند الضرورة. لنبدأ من الآن باختيار أقنعتنا الملائمة, والحرص على نظافتها بعد ذلك!
الرياض