اهدأ قليلاً..
منذ عقدين افترقنا،
وانتهت بيني وبينكَ صحبةٌ
ونسيتُ أنكَ صاحبي..
من بعد ما انحلَّت على كفِّ المسافةِ عقدةٌ
فتغبّرتْ أجواؤنا
وتعثّرت بيني وبينكَ هدأةٌ
وتخثّرت خلفَ الضلوع دماؤنا
فانتابنا الخَفَقانْ
اهدأ، فلم يَفُت الأوانْ
فهو السوادُ.. وكان يجمعنا كما
تتجمّع الحسناتُ في الميزانْ
ولقد رأيتكَ في المنام،
و كنتَ تجمعُ ما يخيفكَ من يديَّ
وكنتَ في قلقٍ عليَّ..
من المدى؟
كانت ضلالاتي هدى..
منذ اعترفنا أننا نمضي معاً،
لنهايةٍ ستكون ذكرى..
من ذكرياتٍ سوف تُنسى!
ممن تخافُ الآنَ؟ أعرفُ
كان خوفُكَ فرصةً للشمسِ، ترسمنا ظلالاً
في المتاهات التي اختلفت بنا..
كانت ظلالُ ثيابنا تستعجلُ الخطواتِ فينا
حين يتعبنا الغيابُ
لنستريحَ إلى ملاذٍ آمنٍ
سمّوه (نسياناً) ولكن..
لم يكن إلاّ (الزمان).
فكن إذاً مثلَ الزمانِ، أكن ملاذكَ مثلَهُ
واهدأ قليلاً، أو كثيراً
كي نؤدِّبَ بعضنا..
اِهدأ
تأمّلْ
نَمْ
تمنَّ
احلُمْ
وقل لمفسّر الرؤيا: طلبتكَ
لا تقل (خيراً رأيت)!
فقلد رأيتكَ شاخصاً
وكأنّ جرحاً في التراب،
رأيتُ وجهَكَ..
كنتَ تشبهني كثيراً؟
ربما..
بل كنتُ محتاجاً إليكْ
فاهدأ قليلاً، واحتملني
مثلما احتملَ الزمانُ فراقنا
واغمض على مرآتنا عينيكْ
اهدأ قليلاً، وانتظرْ
(الله يرضى لي عليكْ)
اهدأ كما هدأ الزمانُ
ولا تكابرْ
انتظر..
حتى أموتَ على يديكْ.
ffnff69@hotmail.com
الرياض